بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 نوفمبر 2017

أثر البيئة المحلية في الأزياء الشعبية الفلسطينية (زي الرجل الفلسطيني)


يوم دراسي بعنوان
الزي الفلسطيني بين الأصالة والمعاصرة
الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية
ورقة بحثية بعنوان
أثر البيئة المحلية في الأزياء الشعبية الفلسطينية
(زي الرجل الفلسطيني)


إعداد : د .محمد سليمان شعت
نائب العميد للشؤون الأكاديمية بكلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية
13/4/2014م 


المخلص
    تعتبرالملابس الشعبية إحدى جوانب التراث الفلسطيني وهويته ، حيث تشكل معلماً بارزاً لها من خلال وظائفها وصفاتها المختلفة، وتصلح بذلك لأن تكون موضع اهتمام لا للبحث والتأمل وإقامة المتاحف فحسب، وهي تعبر عن الرموز المشتركة للمجتمع الفلسطيني، ومن هنا برزت الدعوة إلى إحياء التراث والعودة إلى الجذور وهذا لا يعني إننا نتصف بالجمود والتماسك بالتخلف .
   ودراسة الأزياء الشعبية للمجتمع الفلسطيني لهي ضرورة ملحة للوقوف على حضارة الأجداد الآباء من أجل الحفاظ عليها من رياح السرقة والنسيان والتخلي عنها في ظل الغزو الغربي لنا بما يسمى بعضر الموضة، بل والعمل على إضفاء نوع من الحداثة عليها بما يتوافق مع أذواق الناس أو مع الموضة فتكون قادرة على الصمود والتحدي.
    تهدف الورقة البحثية إلى التعرف على الأزياء الشعبية الفلسطينية ومدى تأثير البيئة المحيطة بالإنسان الفلسطيني، من خلال أنواعها ، خاصة زي الرجل الفلسطيني ، وذلك بهدف إلقاء الضوء على هذه الأزياء التي بدأت تنقرض بين الرجال بفلسطين. وتقديم المقترحات التي توصي بالحفاظ عليها من الأندثار .
   تكمن مشكلة الدراسة في تعرض الأزياء الفلسطينية بصفة عامة للإندثار خاصة زي الرجل الفلسطيني ، وظهور بعض المشاريع الصغيرة التي لا تجد دعماً وطنياً يعيد لهذه الأزياء هيبتها ومجدها العريق.
   وتتمحور الورقة حول أثر البيئة الفلسطينية في الأزياء الشعبية الفلسطينية ،وأنواعها المتمثلة في زي المرأة الفلسطينية ، وزي الرجل الفلسطيني . وخلصت الورقة إلى عدة نتائج أهما يتمثل في : تأثر الإنسان الفلسطيني ببيئته في صناعة الأزياء ، واندثار الأزياء الشعبية الفلسطينية إلى حدٍ كبير خاصة زي الرجل الفلسطيني. وأن الأزياء الشعبية الفلسطينية إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه. وأن تنوّع التوجهات الفكرية والفلسفية وتصوراتهم التي تسكن وجدان أبناء الشعب الفلسطيني أدى إلى ظهور الكثير من الرموز والشعارات المعبرة عنها ،والتي ظهرت في صناعة الأزياء الشعبية الفلسطينية. كما يؤدي اللباس الشعبي الفلسطيني وظائف بيولوجية.
   وبناء على نتائج الدراسة جاءت التوصيات التي أهمها : وضع خطة عمل توثيقية لجمع الأزياء الشعبية وتحليلها وطباعتها في كتاب، بدلاً من تفرقها هنا وهناك. والاهتمام  بتوعية وتدريب للناشئة من خلال عقد ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة حول الأزياء الشعبية. وضرورة الاهتمام بإنشاء معاهد متخصصة أو أقسام في الكليات  تتخص في تدريب صناعة نسيج خيوط الأزياء الشعبية الفلسطينية وخياطتها . وتخصيص جزء من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية للتعريف بالأزياء الشعبية الفلسطينية ، وفضح المحاولات الصهيونية لسرقة أو تشويه أو طمس أو تحجيم هذا التراث.. والاهتما بإدخال الموروث الشعبي الفلسطيني في مناهجنا الدراسية لكي يبقى في ذاكرة الأبناء والأحفاد المتوالية. وضرورة تشكيل لجنة متخصصة في الاهتمام بجمع وتوثيق الأزياء الشعبية الفلسطينية ومحلقاتها.
                                                                                                    الدكتور / محمد سليمان شعت
نائب العميد للشؤون الأكاديمية بكلية مجتمع غزة

أثر البيئة المحلية في الأزياء الشعبية الفلسطينية
مقدمة:
    لكل شعب زيه الخاص به الذي يميزه  عن غيره من الشعوب ، كما أن المرء من تلك الشعوب يعتز بزبه ويتباهي به ويتفاخرفي المناسبات وغيرها، حتى أصبحنا غالباً ما نحدد جنسية الفرد من زيه.
   تعتبرالملابس الشعبية الفلسطينية إحدى جوانب التراث الفلسطيني وهويته ، حيث تشكل معلماً بارزاً لها من خلال وظائفها وصفاتها المختلفة، وتصلح بذلك لأن تكون موضع اهتمام لا للبحث والتأمل وإقامة المتاحف فحسب، بل تعبر أيضاً عن الرموز المشتركة للمجتمع الفلسطيني، ومن هنا برزت الدعوة إلى إحياء التراث والعودة إلى الجذور وهذا لا يعني إننا نتصف بالجمود والتماسك بالتخلف كما يصف بعض الناس الذين ليس لديهم معرفة بأهمية هذا التراث، ودراسة الأزياء الشعبية للمجتمع الفلسطيني لهي ضرورة ملحة للوقوف على حضارة الأجداد الآباء من أجل الحفاظ عليها من رياح السرقة والنسيان والتخلي عنها في ظل الغزو الغربي لنا بما يسمى بعضر الموضة، بل والعمل على إضفاء نوع من الحداثة عليها بما يتوافق مع أذواق الناس أو مع الموضة فتكون قادرة على الصمود والتحدي.
   في الحقيقة أن الكتابات التي كتبت عن الأزياء الشعبية الفلسطينية لا ترقى بمستوى أهميتها على المستوى الوطني ، فهي قليلة ، والذي كتب فيها تمثل في الإعجاب الشديد بالأزياء الشعبية الفلسطينية ، كما تعاملت معها من الناحية الفنية والجمالية.
  حيث ظهر الأهتمام الواسع بالتراث الشعبي الفلسطيني جمعاً ودراسة ، بدأً بعد نكبة (1948م) ليزيد الاهتمام به بعد النكبة الثانية عام( 1967م) عندما أحسَ المهتمون بخطورة ما آلت إليه الأمور ، وأدركوا أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية لا يبدأ بالنضال الرمسي وحمل السلاح فقط ، وإنما لا بد أن يبدأ من القواسم المشتركة التي تجمع الناس في سوية واحدة ونظرة واحدة  للقضية .
  وهكذا استطاعت الجسور الرائدة أن تخلق حركة دافعة إلى الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني بصفة عامة.(جامعة القدس المفتوحة،351:2009).
 أن ما يدعوننا إلى الكتابة في المجال هو أهمية الموضوع من عدة جوانب تتمثل في الجانب الاجتماعي والثقافي والسياسي ، بالإضافة إلى قلة ما هو مكتوب عنه ، ولتوريث حمل هذه الراية التي تجسد الإنتماء للوطن وحب الأجداد والأباء.
أهداف الدراسة :
  تهدف الورقة البحثية إلى التعرف على الأزياء الشعبية الفلسطينية ومدى تأثرها البيئة المحيطة بالإنسان الفلسطينية ، من خلال أنواعها ، خاصة زي الرجل الفلسطيني ، وذلك بهدف إلقاء الضوء على هذه الأزياء التي بدأت تنقرض بين الرجال بفلسطين. وتقديم المقترحات التي توصي بالحفاظ عليها من الأندثار أو السرقة.
مشكلة الدراسة :
  تكمن مشكلة الدراسة في تعرض الأزياء الفلسطينية بصفة عامة للإندثار خاصة زي الرجل الفلسطيني ، وظهور بعض المشاريع الصغيرة التي لا تجد دعماً وطنياً يعيد لهذه الأزياء هيبتها ومجدها العريق.
أما أهمية الأزياء الشعبية الفلسطينية تكمن فيما يلي :
1- تعبر عن ارتباط الإنسان بأرضه وثقافته.
2- كونها حضارة عريقية تظهر حضارة وثقافة المبدعين من الأجداد والآباء.
3- تظهر مدى التلاقح والتلاحم والتبادل بين الحضارات، حيث هناك ثقافة فولكلورية متشابهة بين الشعوب المختلفة.
3- تمثل صراع سياسي بيينا وبين الكيان الصهيوني.،حيث أصبح الفولكلور الفلسطيني عامة جبهة أساسية وسلاحاً من أسحلة المواجهة من أجل دحض كافة المزاعم والأضاليل التي يروجها العدو الصهيوني حول وجوده.(حسونة ،2003:30) .
4- تظهر مدى تفاعل الإنسان الفلسطيني مع بيئته  التي يعيش فيها .
5- تجسد حضور حضاري عالمي لدولة عريقة أمام المحافل الدولية من خلال المعارض التي تقام في دول العالم.
6- تأثيرها في تطور العلوم التكنولوجيا من خلال استخدام الميكنة في خيوطها بمختلف أنواعها ، وألوانها ، ورسوماتها.(شعت ،2000: 217).
7- فهم شخصية الإنسان الفلسطيني من خلال دراسة تراثه بجميع ألوانه ، فهو ثقافة في مجملها.
منهجية الورقة :
  اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على الظاهرة من خلال وصف الأنواع المختلفة من الأزياء الشعبية ومدى تفاعل الإنسان ببيئته. (شعت،2013م)
مصطلحات الدراسة :
1- زي : تعني اللباس والهيئة أو المظهر وجمعها أزياء،ويعرف الزيّ أيضاً بأنه كل ما يغطي جسم الإنسان من رأسه إلى قدميه.
2- الأزياء الشعبية : وهي فن يُبدعه العامة من الناس وتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل ويطوعها بما يلائم خصائصه وظروف بيئته ويعكس في كثير من سماتها اثاراً من تاريخ البلد التي ينشأ فيه. الزي الشعبي كلمة تعني الإنتماء الى بلد ما.
3- البيئة :هي المكان الذي يعيش فيه الإنسان متأثراً به ومؤثراً فيه.
أثر البيئة الفلسطينية في الأزياء الفلسطينية:
    أظهرت الحفريات الأثرية في فلسطين بأن النسيج كان معروفاً لديهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد،فعند وصول الحضارة الى فلسطين وابتداء من العصور الوسطى عُرفت في فلسطين مراكز لحياكة السجاد كصفد والمجدل ونابلس وأبو ديس والجليل وغزة والناصرة ففي هذه المدن حاك النساجون أجمل أنواع السجاد والألبسة. واعتمد الفلسطينيون فن النقش الذي اُعتبر أهم الفنون التقليدية التي تميز الشعب الفلسطيني به عن المناطق الأخرى بالعالم العربي.وجاء ذلك حينما ترجم الإنسان الفلسطيني مشاعره عبر رسومات وجدت آثارها على ألواح حجرية ،ثم نقلت تلك الرسومات إلى الملابس الجلدية القديمة ، ومنها إلى النسيج بما يعرف بفن التطريز .( الميناوي ،رجاء ،2012).
  فأصبح لكل قرية من القرى المنتشرة في فلسطين رسوماتها الخاصة التي عبّرت بالضرورة عن فكرها وطقوسها وحياتها الاجتماعية وتطورات واقعها على الأرض حيث عُثر على العديد من الآثار التي تعود إلى الألف الثالثة قبل لميلاد لمجموعة من الأنوال والإبر والدبابيس المصنوعة من الحجر والطين والتي استخدمت في عملية التطريز كما عثر على نقوش تعود إلى( 1700) ق.م تصور مجموعة من الكنعانيين يرتدون ثيابا مطرزة برسومات جميلة وقد تطور هذا الفن المتميز عند الإنسان الفلسطيني تبعا لتطور آلات استخدامه خاصة بعد ظهور الإبر النحاسية والحديدية ، فارتدى الرجال والنساء على حد سواء الأزياء المطرزة بمختلف الرسومات تبعا للقرى والمناطق التي عاشوا فيها إلى أن جاء العصر الإسلامي حين حرم الإسلام على الرجال التشبه بالنساء فأخذت ملابس الرجال منحاً مختلفا عن ملابس النساء.( http://ahfad-kanaan.com)
  وما التباين الذي نلمحه على سطح هذه الأزياء الفلسطينية إلا إنعكاس لمؤثرات تاريخية، دينية، اجتماعية، اقتصادية ومناخية. حيث كان الزيّ الشعبي الفلسطيني معروفاً على الأرض الفلسطينة منذ أقدم الأزمنة، وكان التطريز في الماضي السحيق يخدم اغراض الطبقات الحاكمة والكهنة والنبلاء، والتي كانت ملابسهم تطرز بخيوط الذهب والفضة. وكان يقوم بهذه المهمة لصالح تلك الفئات الممتازة حرفيون متخصصون يحصلون لقاء ذلك على مبالغ طائلة وأجور باهظة.
وبالتأكيد كانت مهمة التطريز بعيدة عن متناول يد الفئات الشعبية والتي كان الحصول على خيوط الذهب والفضة فوق طاقتها وبدلاً من هذه الخيوط كانت تلك الفئات الفقيرة تستعمل الأبرة والخيوط القطنية والحريرية لتطريز ثيابها وترسم "موتيڤات" تعبر عن حرافاتها ومعتقداتها الشعبية وتقاليدها وبيئتها.
  إن التأثير الديني في الزيّ الشعبي الفلسطيني كان من خلال منطلق فكرة الاحتشام الكامل الذي لا تبرز منه مفاتن الجسد ولا تهدف لتحقيق الإثارة .( 29-3-2014 forums.banat) .
  ونتيجة للتطورات التي مرّت بها القضية الفلسطينية وتنوّع التوجهات الفكرية والفلسفية التي تسكن وجدان أبنائها وتصوراتهم ظهر الكثير من الرموز والشعارات المعبرة عنها، بالإضافة إلى ما يتضمنه الموروث الفلسطيني من رؤى وتصورات تناقلتها الأجيال لوجدنا من الرموز أيضاً ما يفوق الحصر خصوصاً مع الغنى والتنوّع الذي تركته الأمم الأخرى العابرة وهي تحاول إخضاع المنطقة لنفوذها وسيطرتها، بل وثقافتها كذلك.( العلان ،2012)
 
كما أن اللباس الشعبي الفلسطيني يؤدي وظائف بيولوجية، كالوقاية من البرد والحرارة، أو الملاءمة للقيام بالعمل (ملابس العمل)، فملابس الصياد مثلاً تختلف عن ملابس الحصاد، كذلك الحال فإن الاختلاف في الأزياء يتأتى من ارتداء هذه الأزياء في مناسبات مختلفة، فأزياء الحج مثلاً ليست كزيّ العيد، وأزياء الأفراح والأعراس قطعاً تختلف عن الأحزان وهكذا.

  فالأزياء الشعبية الفلسطينية إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه، وذلك من علاقتها الجدلية بسلوكات الإنسان، وممارساته على الأرض؛ فهي تملي عليه كينونتها من واقع اقتصادي أو ثقافي، وبالتالي تصبح دالة على ذلك الواقع، وربما امتدت لتدلل على وظيفة أو دور يقوم به الشخص. (عبد الرحمن ،عمر ، 2012).








أنواع الأزياء:
  تتنوع الملابس في فلسطين بتنوع المناطق واختلاف البيئات المحلية، ومدى تعرض البلاد للمؤثرات الخارجية.وننظر إلى الزي الفلسطيني، بأنه لا ينفصل عن محيطه وعن ثقافته المتوارثة، فالزي تعبير عن ارتباط الإنسان بأرضه وثقافته.

كما يلاحظ في بعض الأحيان أن زي المدينة هو زي ريفي أو متأثر بالريف، ومردّ ذلك نابع إلى أن بعض العائلات في المدينة ذات منشأ ريفي، وعلاقة المدينة بالريف. ويمكن أن نقسم الأزياء الشعبية الفلسطينية إلى قمسين رئيسيين هما زي المرأة الفلسطينية الذي سأتكلم عنه باختصارٍ، والقسم الثاني زي الرجل الفلسطيني الذي يعتبر محور ورقنتا البحثية وعلى النحو التالي:
أولاً : زي المرأة الفلسطينية:
  لقد لعبت البيئة المحيطة بالمرأة الفلسطينية دور أساسياً وجوهرياً في تشكيل الثوب الفلسطيني وملحقاته ، والذي يشكل أبداع حقيقي لدور المرأة الفلسطينية التي أبدعت في مجالات عديدة أهمها فن التطريز على الثوب الفلسطيني المشهور وملحقاته ، وتتمثل أبداعات هذا الثوب فيما يلي :
1- التطريز ، الذي أظهرت فيه المرأة الفلسطينية إبداعات فنية خاصة بها لامتلاكها قدرات ابتكارية كبيرة استطاعت أن تغير في كثير من الأشكال المكتسبة التي تتناسب مع بيئتها التي تعيش فيها.
 2- الوحدات الزخرفية المستوحاة من الطبيعية الفلسطينية ، اتخذت أشكالاً هندسية مختلفة ، واستخدمت فيها أدوات متنوعة.
3- التوزيع الجغرافي لزي المرأة الفلسطينية : حيث ظهرت تصاميم مميزة في مختلف مناطق فلسطين ، ويمكن تحديد المنطقة أو القرية التي تنتمي إليها الأثواب المطرزة وفقاً لنمط التطريز.
   ومن أنواع الثوب الفلسطيني : الثوب المجدلاوي ، والثوب المقلم ، والثوب السبعاوي ، والثوب التلحمي (ثوب الملكة) ، والثوب الدجاني ، والثوب الإخضاري ، وثوب الجلاية ، وثوب الملس(الثوب المقدسي).
أقسام الأزياء حسب بيئة المرأة:
القسم الأول : زي المرأة البدوية : يظهر هذا النوع في جنوب فلسطين (صحراء النقب)، والذي تكمله (الصحادة ، والزنار ، والقفوة ،والقرامل(قلول) ، والصفة ، والشوكة ، الدمالج ، الخلاخيل ، القلائد، القمة ، والكردان ، والشعيرة ، والمهير ، والشناف ، والبرقع).
القسم الثاني : زي المرأة القروية : يظهر في مختلف القرى الفلسطينية ، وتجمله (الشطوه ، والطفطاف أو العرفية ، والوفاة ، والحطة والعصبة أو الوربة).
القسم الثالث : زي المرأة المدنية :  يتمثل في الجلاية ، والدامر ، والزنار ، والزربند، والحيرة ، والإزار ، والعباءة ، والحذاء.
  كما تتميز المرأة الفلسطينية بأستخدام العديد من أغطية الرأس التي تتخذ ألوانهاً مختلفة ، ويوضع في معظم مناطق فلسطين تحته طاقية تتخذ أشكالاً مختلفة.
  وبالإضافة إلى ذلك الأحزمة التي تعتبر من مكملات الثوب الفلسطيني ، وتعرف الأحزمة بالشملة في اللهجة الفلسطينية العامية ، والتي غالباً ما تصنع من الحرير.
الفئة العمرية للثوب الفلسطيني :
 يختلف الثوب الفلسطيني في طرازه وألوانه وأشكاله من فئة عمرية إلى أخرى ، فهناك أثواب عديدة مختلفة عن بعضها البعض حسب الفئة العمرية المناسبات،كالأطفال ،والفتاة العزباء ،أو ثوب العروس ،والمرأة المتزوجة ، أو المرأة الكبيرة في السن.(انظر الملحق(1).
خامات الثوب الفلسطيني:
 استخدمت في صناعة الثوب الفلسطيني العديد من الخامات المتنوعة والمختلفة في سعرها ، فهناك أثواب تصنع من الحرير الخالص ، ومنها ما يصنع من الكتان ، والقطن،والقماش المخملي.(شعت،2000: 215-224).
الحلي التقليدية المكملة لأزياء المرأة الفلسطينية:
   تكاد تكون الزينة والحلي، عالم المرأة لكل العصور فالزينة ظاهرة وممارسة قديمة، ارتبطت بحياة المرأة وطبيعتها أينما وجدت في مختلف العصور بسبب طبيعتها وتكونها الذاتي المجبول بحب الجمال، فالزينة هي صدى لتحقيق ذاتها وإشباع لغريزتها، لذا أصبح التزيين والتحلي حقاً من حقوقها وجزء من شخصيتها وسلوكها، وتعتبر الحلي التي تستخدمها المرأة الفلسطينية مكملة لجمال الثوب الفلسطيني والتي تتمثل في القلائد والأقراط التي يرصع بها البرقع ،والشناف ،والبقعة ، والشعيرة، والأسوار، والخلخال ،وجميعها ما تكون مصنوعة من الفضة ، والذهب.( عياش ومها ،2012).

 ثانياً : زي الرجل الفلسطيني:
   في الحقيقة أن ما دفعني إلى الكتابة في الزي الشعبي للرجل الفلسطيني هو إندثاره في الأوساط الفلسطينية ، ولم يتبقي منه إلا عدد قليل جداً من الرجال الذين يرتدونه ، وهم من الرعيل الأول الذين هاجروا من فلسطين فبقوا متمسكين بهويتهم الفلسطينية. وجل الاهتمام الذي نراه اليوم هو بزي المرأة الفلسطينية(الثوب ).
  ولو تتبعنا مدى التمسك بالأزياء الشعبية الوطنية في كثير دول العالم سواء عند النساء أو الرجال  كباكستان والهند وماليزيا وإيران وإندونيسيا ، وحتى الدول الغربية لوجدناهم متمسكين جداً بزيهم الشعبي الذي استيقظوا عليه ، ويشددون على لبسه في المناسبات بصفة عامة .
 وإذا ما عقدنا مقارنة بينهم وبين زي الرجل الفلسطيني لوجدناه بالفعلِ قد أندثر ، وأصبح نراه في المعارض والمتاحف.
  فللرجل الفلسطيني زيه الشعبي الخاص به والذي يعطيه هيبتة وشموخاً واعتزازاً بالنفس ، كما أنه يميزه عن غيره من الرجال من البلدان الأخرى. ويمكن لنا أن نقسم  هذا الزي قسمين أساسيين هما:
أولاً: ثياب الجسم وتشمل:
1-القمباز ، الروزة ، الدماية : وهو رداء طويل يشبه الجلابية ضيق من عند الصدر ، ويتسع إبتداءً من الخسر إلى القدمين ، وهو مفتوح من أعلى غلى أسفل من الأمام يشبه الروب ، ويربط أحد طرفيه في الداخل بالطرف الأخر بقيطان ، ثم يرد الطرف الآخر الظاهر على جهة اليسار ، ويربط بقيطان أيضاً ، ويكون فوقه حزام من الجلد ، وتختلف نوعية القماش في الصيف عنه في الشتاء ، ويمكن تقسيمه إلى أنواع هي على النحو التالي :
أ)الدماية : تصنع من القطن أو الكتان ، وتلبس في البيت أو العمل.
ب)دماية الروزا : تصنع من الحرير ، وتلبس في الأعياد والمناسبات.
ج)دماية الأطلس : وهذه خاصة بالمدن والقرى ، وتصنع من قماش يسمى الأطلس.
د)دماية الصوف : تصنع من الصوف.
2-السروال أوالشروال أو اللباس :
  يتخذ هذا السروال لونان ،أبيض ، وأسود ، وقد يكون طويلاً للقدم ، وقد يكون قصيراً لأسفل الركبة، وهما مصنوعان من قماش القطن الأبيض أو الأسود ، وهو واسع فضفاض ، وله دكة من الخيط المقوى ، حيث يشده الرجل ليحزمه على وسطه .

3-العباءة:
  يرتدي الرجل العباءة فوق القمباز أو الساكو ، وهي أنواع متعددة من مثل: الأرجباوية ، والبغدادية،و والحمصية ، والصدية ، والعجمية، والحضرية، والباشية ، والخاشية،وتصنع من الجوخ ،,غالبا ما تلبس في فصل الشتاء ، كما تصنع من الصوف الخاص الناعم أو متوسط الخشونة أو الخشن ، وهذه غالباً ما تلبس في فصل الربيع أو الصيف أو الخريف.
4-البشت :
 وهو أقصر من العباءة ، وله عدة أنواع هي : الخموص ، والحلبي ، والزوف ، والبوز ، والرازي.

5-الساكو :
  وهو يشبه في صنعه وخامته وشكله الجاكيت ، ولكنه طويل يصل إلى أسفل الركبتين تقريباً ، ويصنع من الصوف أو القماش الخفيف حسب موسم لبسه ، ويرتديه الرجل فوق القبماز.

6-الشيتة :
 وهي تشبه القمباز ، ولكنها غالباً ما تصنع من الكتان ، وتكون مقلمة ، ولونها فضي.
7-الثوب :
 وهو يشبه الجلابية مصنوع من القماش القطني الخفيف ، يلبسه الرجل وقت النوم.
ثانياً: أغطية الرأس :
تشتمل أغطية الرأس عند الرجل الفلسطيني على أنواع عديدة هي :
1-العقال أو المرير :
   ويصنع العقال الأصلي غالياُ من صوف الغنم ، كما ، وهوعبارة عن خيوط ثخينة تلتف حول خيوط سميكة أخرى ، وعقال الشباب يختلف عن عقال الرجال الكبير في السن في سمكه- للشباب يكون رفيعاً بقطر (1) سم تقريباً ، أو عقال الكبار يكون سميكا بقطرٍ قد يبلغ مابين(1.5-2) سم.
  وللعقال مكانة هامة جداً عند الرجل ترتبط بكرامته ، فإذا ما أنزل عن رأسه عمداً من قبل رجل أخر ، ففيها حق عرب ، ويوضع العقل فوق الحطة أو العقدة ، وللعقال أنواع هي :
أ)العقال العادي ، ولونه أسود يصنع من صوف الغنم (المرعز)، وهو نوع سائد في القرى والبادية والمدينة.
ب)العقال المقصب ، ويلبس في المناسبات والأفراح ، ويكونه فضي لكون خيوطه تكون من السلك الفضي بدلاً من الصوف الأسود ويكون قطره أكبر من الأنواع الأخرى قد تصل إلى قطر(2) سم تقريباً.

2-الحطة أو العقدة :
 وهي قطعة مصنوعة من القماش النقي الخفيف جداً الناعم الشفاف(البوال) ، وهي تصنع مقاسات حسب حجم الرأس أو رغبة الرجل ، وغالباً ما توضع في طاقية الرأس ، وتنقسم العقدة إلى ثلاثة أنواع :
أ‌)       حطة الصوف ، ويشتهر بها رجال البادية.
ب‌) حطة الشماغ تصنع من القطن وتزين أرضيتها بأشكالٍ هندسية معينة ترسم باللون الأحمر ، أو الأسود ، وهذه جاءت لأسباب سياسية ارتداها زعماء الثورة الفلسطينية كتوحيد للباس الرأس ، وجاءت بعد الاستغناء عم العمامة والطربوش.
3-العمامة أو العمة (الطبزية):
وهذه لبست قبل الإسلام كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعتم بعمامة بيضاء. وكانت تلبس العمامة عادة عند ظهور لحية الرجل ، وعند سن البلوغ ، وتلف العمامة (66)طريقة، وكل طريقة عدد لفاتها لا تقل عن(40) لفة ، وكان يلبس القرويين في فلسطين عمامة ذات ألوان مختلفة ، وعلى نطاق ضيق.
4- الطربوش:
 وهو غطاء لرأس الرجل ساد في بعض المدن الفلسطينية ، وكان يستخدم غالباً في عهد العثمانيين ، وهو مخروطي الشكل ، أحمر اللون على سطحه مجموعة خيطان تسمى الشراشيب أو الشرابة ،إلا أنه في الوقت الحاضر أندثر. وهو سائد في كل من المغرب ، مصر ولبنان أيضاً .
 5- الطاقية : تلبس الطاقية لرأس الرجل ، وهي أنواع :
أ)الطاقية الصيفية ، تصنع من الحرير أو القطن ، وهي في الغالب بيضاء اللون وتلبس في الربيع والصيف.
ب)الطاقية الشتوية ، تصنع من وبر الأبل أو الصوف ،لونها نبي فاتح ، وتلبس في فصل الشتاء أو الخريف.

ثالثاً: الأحزمة الرجالية:
   تتنوع الأحزمة الرجالية في شكلها وخامتها التي تصنع منها ، فقد تصنع من الجلد العريض ، وتلبس فوق الدماية ، وقد يكون الحزام على شكل قطعة كبيرة مصنوعة من القماش الحريري المرزكش أو المقلم، وتلف هذه القطعة عدة لفات لتشكل حزاماً يلف على وسط الرجل وفوق الدماية أو السروال.(شعت ،2000: 215).


الخاتمة :
أولاً : النتائج:
نستنتج من خلال دراستنا ما يلي :
·       تأثر الإنسان الفلسطيني ببيئته في صناعة الأزياء .
·       اندثار الأزياء الشعبية الفلسطينية إلى حدٍ كبير خاصة زي الرجل الفلسطيني.
·       تنوع الأزياء الفلسطينية حسب المنطقة الجغرافية .
·       تنوع الثوب الفلسطيني حسب الفئة العمرية.
·       استخدام الأزياء الشعبية الفلسطينية كرمز للسيادة الفلسطينية.
·       يؤدي اللباس الشعبي الفلسطيني وظائف بيولوجية.
·       الأزياء الشعبية الفلسطينية إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه.
·       تنوّع التوجهات الفكرية والفلسفية وتصوراتهم التي تسكن وجدان أبناء الشعب الفلسطيني أدى إلى ظهور الكثير من الرموز والشعارات المعبرة عنها ،والتي ظهرت في صناعة الأزياء الشعبية الفلسطينية.
ثانياً : التوصيات :
توصي الدراسة بما يلي :
1- وضع خطة عمل توثيقية لجمع الأزياء الشعبية وتحليلها وطباعتها في كتاب واحد، بدلاً من تفرقها هنا وهناك.
2- الاهتمام  بتوعية وتدريب الناشئة من خلال عقد ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة حول الأزياء الشعبية، وضرورة التمسك بها.
3- إنشاء مناسبات احتفالية كالمعارض والأفراح يشترط على المشاركين فيها إرتداء الزي الشعبي  الفلسطيني .
4- ضرورة الاهتمام بإنشاء معاهد متخصصة أو أقسام في الكليات  تتخص في تدريب صناعة نسيج خيوط الأزياء الشعبية الفلسطينية وخياطتها .
5- تخصيص جزء من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية للتعريف بالأزياء الشعبية الفلسطينية ، وفضح المحاولات الصهيونية لسرقة أو تشويه أو طمس أو تحجيم هذا التراث..
(وهنا أشير لتأكيد ذلك ، ففي مطلع الثمانينيات، نشرت إحدى الصحف الاسرائيلية خبراً وصورة، أما الخبر فيقول: إن مضيفات شركة العال الإسرائيلية قد بدأت ترتدي ملابس شعبية إسرائيلية، وأما الصورة فهي لمضيفة ترتدي ثوباً فلسطينياً مطرّزاً).
6- محاربة سياسية التبديد والاقتلاع والمحافظة المستمرة على الزي الشعبي ، ولايكتفي فقط بذكره في الندوات واللقاءات ، وعدم السماح بإنسجامه أمام موجة الأزياء الحديثة إلا بما يتوافق معه وجعلها هي السائدة.
7- الأخذ بالمبادرات الفردية والجماعية التي تشير إلى الحفاظ على الأزياء الفلسطينية خاصة الزي الشعبي للرجل الفلسطيني.
8- إدخال الموروث الشعبي الفلسطيني في مناهجنا الدراسية لكي يبقى في ذاكرة الأبناء والأحفاد المتوالية.
9 - العمل على عقد ورش عمل وزيارات ميدانية لقصص نجاح لأفراد استطاعوا أن يطوروا ويضيفوا على بعض الأزياء الهوية الفلسطينية.
10- تشكيل لجنة متخصصة في الاهتمام بجمع وتوثيق الأزياء الشعبية الفلسطينية ومحلقاتها.
روافدالورقة البحثية:
1- جامعة القدس المفتوحة ، المأثورات الشعبية ، منشورات جامعة القدس المفتوحة ، 2009م.
2- حسونة، خليل : الفلكور الفلسطيني ، المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي ،رام الله ،2003م.
3- الميناوي ،رجاء : ورقة عمل بعنوان" علاقة الزي بالهوية الوطنية وتطوره ، وآلية الحفاظ عليه، مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع/واقع وتحديات،8/10/ 2012.
4- عياش ،ميرفت و مها أحمد يحيى: ورقة عمل بعنوان" الحلي التقليدية المكملة للإزياء الشعبية الفلسطينية، مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع/الواقع والتحديات ،8/10/2012م.
5- عوض، سعود عوض، تعبيرات الفولوكلور الفلسطيني، كنعان للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق 1993.
6-عبد الرحمن ،عمر : ورقة عمل بعنوان" رسالة الزي الشعبي في المأثور القولي ، مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع/واقع وتحديات،8/10/ 2012.
7-العلان ،مروان : ورقة عمل  بعنوان "نقوش الثوب الفلسطيني ونقوش قبة الصخرة في القدس جذور مشتركة لحضارة واحدة ، مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع/واقع وتحديات،8/10/ 2012.
8- شعت ، محمد سليمان: العادات والتقاليد الفلسطينية ، دار نمير ، بيروت ، 2000م.
المواقع الإلكترونية:
. 29-3-2014 http://forums.banat-style.com -1
. 29-3-2014- forums.banat- 2
3-ar.wikipedia.org/wiki/30/3/2014.
*****