بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 2 نوفمبر 2017

الإيدلوجية الصهيونية ومخططاتها لإجهاض انتفاضة القدس وانعكاساتها على الكيان الصهيوني





الإيدلوجية الصهيونية ومخططاتها لإجهاض انتفاضة القدس وانعكاساتها على الكيان الصهيوني

بحث مقدم
لمؤتمر القدس العلمي العاشر

الدكتور /محمد سليمان شعت
2016م
البحث محكم من لجنة المؤتمر ،ومنشور في كتاب المؤتمر
 


ملخص الدراسة
   إذا استطاع جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال الأراضي الفلسطينية ، فإنه لم يستطع أن يحتل العقل الفلسطيني ، الذي راهن عليه قادة إسرائيل منذ نشأتهم ، حينما قالت : "غولدا مئير" رئيسة وزراء دولة الاحتلال عام 1948م،  عند تهجير الفلسطينيين من أرضهم(الكبار يموتون والصغار ينسون).
   فإن ما حدث من إنتفاضة منذ أول أكتوبر 2015م لهو دليل واضح على فشل الأيدلوجية الصهيونية، فالصغار هم الذين يحملون الأيدلوجية الفلسطينية التي خيبت آمال الحركة الصهيونية ، فهم يحملون عنوان عريض " الكبار يموتون والصغار لاينسون" فلا  للاحتلال الصهيوني في أرض الأجداد والاباء" أيدلوجية وطنية إسلامية ذات اتجاه واضح، وهم من فجروا هذه الإنتفاضة التي حققت مكاسب  جمى على كافة الصعد ، المحلية والإقليمية والدولية. بينما الأيدلوجية الصهيونية فإنها تحمل التطرف والعنف والطرد والتشريد لأصحاب الأرض الأصليين.  وتتمحور أهداف البحث في كونه يسلط الضوء على الأيدلوجية الصهيونية ومخططاتها في إجهاض انتفاضة القدس وانعكاساتها على الكيان الصهيوني.
  وتتمثل مشكلة البحث في اعتقاد الكيان الصهيوني ثني عزيمة الفلسطينيين بكافة أطيافهم من خلال الأفكار التي تحمل مخططات متطرفة وعدوانية تحاول بها إجهاض انتفاضة القدس.
  وخلصت الدراسة إلى أن الإيدلوجية  الصهيونية تنص على إبقاء المنطقة التي تحتلها إسرائيل وماحولها والمناصره لها في حالة قلاقل وحروب ودمار وترى في ذلك ضمان بقائها ، واستقرار أمنها. وفشل كل المخططات التي يتخذها الكيان الصهيوني من أجل إجهاض انتفاضة القدس . وتحول مسار الإنتفاضة من الحجر إلى السكين مع استمرارهما ، إلى العمليات التفجيرية المؤثرة في الكيان الصهيوني. وتخبط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
 وجاءت أهم التوصيات في ضرورة نشر الوعي الثقافي للإيدلوجية الصهيونية من خلال بناء عقلية الإنسان الفلسطيني . وعدم التفريق بين الإيدلوجية الإمبريالية الغربية ، والإيدلوجية الصهيونية ، فهما متناغمتان ، فالأولى أساس للثانية ، والثانية امتداد للأولى. والوقوف على المخططات الصهيونية وتفنيدها والتي تحاول إجهاض انتفاض القدس والعمل على التصدي لها من خلال القوى الوطنية بكافة أطيافها. ودراسة أيدلوجية الأعلام الصهيوني لإمكانية دحض أكاذبيه وأدعاءاته المبرمجة بجميع أنواع الإعلام الفلسطيني. وتكثيف وتنويع الفعاليات الداعية والداعمة إلى تعزيز استمراية الإنتفاضة حتى تحقق أهدافها.
   ويحتوي متن البحث على ، السمات العامة للكيان الصهيوني ، والأيدلوجية الصهيونية ، ومخططاته لإجهاض انتفاضة القدس ، وإنعكاساتها على الكيان الصهويني.والتي سوف نعرضها على النحو التالي :
أولاً:: سمات الاستعمار الصهيوني :
1-   السمات العامة :
   إن الصهيونية كما وصفها "هرتزل" فكرة استعمارية مدينة بفكرها وقوتها وتحولها إلى حقيقة في الشرق الأوسط إلى الإمبريالية الغربية ، فالصهيونية امتداد لها ،وهي جزء متميز من الكل الغربي.
   وتتناغم الإيدلوجية الصهيونية مع الإيدلوجية الإمبريالية في الربح الاقتصادي ، وتحقيق النفوذ السياسي ، وصرف الانتباه عن القلاقل الداخلية في الوطن المستعمر عن طريق شن الحروب المتكررة على الآخرين أو المحتلين من قبلها ، وأن لا تكون الإيدلوجية الصهيونية مجرد غطاء ، وإنما يجب أن تكون قوة ذاتية تدفع نحو الحروب التبشيرية.(المسيري،1978م:5).
   وإن الدولة الصهيونية لا يمكنها أن تتواجد في حالة سلام ؛ لأن المجتمع الصهيوني في فلسطين مجتمع لم يكتمل بعد ؛ لأنه يتكون من مجموعة أقليات قومية تتكلم عدة لغات لها عادات وتقاليد مختلفة عن بعضها البعض.( ليون:31) .
  والإيدلوجية الصهيونية  تصر على أن تبقى في حالة حرب أو صراع ساخن لصرف الانتباه عن التناقضات التي تتفاعل داخله ، كما أنها تهدف إلى خلق موقف يحمل قدراً محدوداً من التهديد ، يسمح بتفجير أقصى طاقات العدوان ، ولكنه في الوقت نفسه يعمل ضماناً لضمان نفسه.(ديورانت : 59).
  ومن الفكر الصهيوني القيام بالحرب والتهديد الدائم الكامل كلما اقتضت الضرورة ، لكي يشعر الكيان الصهويني بالطمأنينة العسكرية الكاملة ، والقدرة على الهجوم في الوقت المناسب ؛ لذلك فالصهيونية لا تختلف عن النازية أو الأمبريالية الأمريكية. كما أن للإيدلوجية الصهوينة طموحات وضغوط نفسية خاصة  ، كما هو الحال لدى " سير سيسل روديس "([1]) ، وكذلك " هرتزل " الذي تشبه في مذكراته بالغزاة الاستعماريين . وكذلك " ليوبنسكر " الذي أصيب بأزمة نفسية حادة تبنى بعدها حل المسألة الصهيونية ، محاولة الصهاينة تغيير أو تطبيع الشخصية اليهودية على أنها نتاج جرح نفسي عميق.
   ومن الفكر الصهيوني أيضاً تشويه صورة الآخرين ،وإنساب للذات حقوقاً مقدسة أو مطلقة لم تكن لهم، وعملت على تشويه صورة الإنسان العربي بصفة عامة ، والإنسان الفلسطيني بصفة خاصة ، أو أخفته عن الأنظار ، أو أنكرت وجوده حتى تصبح فلسطين " أرض الميعاد" التي تنتظر اليهود ، وقد نسب اليهود لأنفسهم حقوقاً دينية وعرقية وحضارية كثيرة لم تكن لهم.
  ويمكن النظر إلى الإمبريالية على أنها نتيجة طبيعية لعلاقات القوى الإمبريالية بحيث تصبح هي الطريقة التي تصحح بها إحدى موازين القوى لصالحها ، والصهيونية لم يكن لها القوة الذاتية لتصحيح موازين القوى لصالحها ، ولكنها استفادت من إعادة توزيع مناطق النفوذ بعد الحرب العاليمة الأولى ، ولا تزال تحدث القلاقل والتوتر في المنطقة  لكي تستفيد منه .  وكل ما سبق من سمات  تنظبق أيضاً على الإمبريالية ،وتدخل في تركيبة الصهيونية ، أو ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً.
2-   السمات الخاصة للصهيونية :
   يتسم الكيان الصهيوني بسمات خاصة تميزه عن غيره  من الدول الاستعمارية الغربية التي استقت منها الكثير من السمات الاستعمارية، بل وتفوقت عليها بسمات أخرى أشد قسوة على الشعب الفلسطيني المحتل ، تتمثل فيمايلي:
1- استعمار استيطاني سكاني ، حيث يأخذ شكل نقل مستوطنين أوروبيين من بلادهم إلى البلد الجديد ليعيشوا فيه ، ولتيخذوه وطناً جديداً لهم ، غير مكترثين بسكانه الأصليين ،حيث ضرب جذوره في المرحلة الثانية من الغزو الإمبريالي للشرق.
2- أنه استعمار عميل ، لم يكن للصهيونية حين ظهورها جيش أو شعب ، وإنما كان لديها برنامج  لتوطين اليهود في فلسطين ، برنامج تبنته الإمبريالية وساعدت الحركة الصهيونية في فرضه على اليهود ثم على فلسطين والفلسطينيين ، وبعد إنشاء الدولة الصهيونية رعت الإمبريالية هذه الدولة بدرجة لا نظير لها ، لذلك يعتبر المجتمع الصهيوني في فلسطين هو في الأرجح أكثر المجتمعات التي تحصل على إعانات مالية على وجه الأرض ، فقد وصلت المعونة السنوية المقدمة لكل إسرائيلي منذ تاريخ إنشاء الدولة الصهيونية إلى ما يزيد عن (800) دولار، وهو مبلغ يفوق بكثير دخل الفرد في معظم الدول الآسيوية والأفريقية، بمعنى أنه حين قرر الرئيس الأمريكي السابق" جيرالد فورد " اقتطاع مبلغ(500) مليون دولار من المعونة الأمريكية ، فإن هذا يعني بطالة لما يقرب من (80) ألف إسرائيلي ، وهو رقم مذهل في بلدٍ صغير كهذا. لذلك تعبر الصهيونية استعماراً عميلاً يخضع لقوة إمبريالية غربية يستمد وجوده من وجودها ، وتخضع ديناميته لديناميتها ، وترتبط سياسته بسياستها. (جرايزيل،1968م:12) .
3- أن الحركة الصهيونية ليست حركة قومية تضرب بجذورها في الأرض ، وتنتشر فروعها في السماء ، وإنما هي حركة ليس لها سند في الواقع ، لذلك فهي تضرب بجذورها في الهواء ، ولا يمكن أن تصل إلى الأرض إلا عن طريق العنف الإمبريالي ، أي أن فكرة الاستعمار الصهيوني مثل فكرة القومية اليهودية تماماً، هي مجرد فكرة لا تملك مقومات الحياة ، ولكنها يالاعتماد على الإمبريالية عن طريق العماله لها تحققت بشكل جزئي على أرض فلسطين.
4- إن الاستعمار الصهيوني جيب استيطاني منفصل عن المحيط الإنساني والحضاري الذي يحيط به ،ولكنه يجد نفسه تدريجياً يندمج فيه، ويمكن التمييز بين نوعين أساسيين من أنواع الاستيطان : النوع الانفصالي الذي يتسم بأن المستوطنين الأوروبيين يحتفظون باستقلالهم الحضاري والاقتصادي والعرقي عن السكان الأصليين ، الذين يكون مصيرهم عادة الإبادة أو العزلة الكاملة  كما هو الحال في أمريكا الشمالية ، حيث تمت إبادة العنصر الأصلي - الهنود الحمر – إبادة شبه كاملة ، وكذلك في جنوب أفريقيا حيث سنت القوانين الصارمة لمنع التزاوج أو مجر الأختلاط بين الأجناس ، لذلك نجد العنصرين، الأصلي والدخيل  يشكلان جماعتين مستقلتين استقلالاً شبه كامل ، ويتطوران منفصلين دون أي تفاعل بين أحدهما والآخر. أماالنوع الأندماجي فنجد أن المستوطنين يختلطون بالسكان الأصليين ويندمجون معهم ، بل ويذوب الواحد منهما في الآخر ، كما حدث في أمريكا اللاتينية ، ولو أردنا أن نضع إسرائيل في أي من هذين النمطين ، لوجدنا أنها لا تنضوى تحت أي من هذين النمطين، فهي أبعد ما تكون عن النمط الإندماجي ، لأن أعضاء العنصر الديموغرافي الدخيل(الصهاينة) يحتفظون باستقلالهم التام عن الفلسطينيين ، فلا يتزاوجون معهم ولا يحاولون التفاعل الحضاري معهم ، لأن الأيدولوجية الصهيونية هي أيدولوجية الانفصال بالدرجة الأولى.
  وعلى الرغم من كل ذلك لم تحقق الصهيونية الاحتفاظ بهذا الانفصال ، نظراً لعدم تجانس المستوطنين الصهاينة أنفسهم من الناحيتين الحضارية والعرقية.
  ومما زاد الأمور تعقيداً في عملية الإندماج أن يهوداً عرباً  هاجروا إلى فلسطين – لم تكن هذه الهجرة مرغوبة بهذا الزخم-، وهي هجرة غير مقصودة كما وصفها " بن جوريون " ، إذ أن المخطط الصهويني كان يهدف بالدرجة الأولى إلى هجرة غربية اشكنازية ، حتى يكون المستوطن الصهيوني غربي التركيب والاتجاه.
5- أنه استعمار إحلالي ، فالاستعمار يختلف في نظرته إلى السكان الأصليين من بلدٍ إلى بلد ، فعلى سبيل المثال في أمريكا الجنوبية ،كان هدف الاستعمار الاستيطاني هو استغلال الموارد الطبيعية والبشرية  عن طريق إنشاء المزارع الكبيرة التي يقوم السكان الصليون بزراعتها لتحقيق فائض القيمة من خلالهم ، أما في أمريكا الشمالية فكان المستوطنون البيوريتان([2]) يرغبون في الحصول على الأرض فقط ، لإنشاء مجتمع جديد ، فكان لابد من طرد وقتل السكان الأصليين وإحلال عنصر جديد محل العنصر الأصلي القديم . والأمر بالنسبة لإسرائيل لايختلف كثيراً عنه في الولايات المتحدة الأمريكية ، إذا استهدفت الأيدلوجية الصهيونية منذ البداية تغيير الشخصية اليهودية بأن تجعلها طبيعية ، وتحويل يهود العالم المتفرقين إلى أمة مثل باقي الأمم ، لذلك كانو يطمعون في الحصول على أرض لا يقطنها أحد (أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض) وهوشعار صهيوني لتنفيذ مخططاته، ولكن مثل هذا الشعار لايوجد إلا في كوكب غير كوكب الأرض.
 وهكذا يحاول الاستعمار الصهيوني جاهداً بكل أساليب العنف لتفريغ الأرض من سكانها، فهو استطاع أن يحتل الأرض ، ولكنه لم يستطع احتلال الفكر الفلسطيني.
6- الاستعمار الصهويني استقلال نسبي عن الغرب ، إذا ماقيس بجيوب استيطانية أخرى ، وفي الوقت نفسه يعتمد عليها اعتماداً كاملاً. وكان المخطط الصهيوني يهدف إلى أن تكون الدولة الصهيونية من النمط المستقل ، وحين سأل " سيسل روديس وايزمان" عن اعتراضه على" وجود سيطرة فرنسية محضة" على الدول الصهيونية، رد الزعيم الصهيوني قائلاً: أن الفرنسيون ليسوا كالإنجليز ، إذ أنهم " يتدخلون دائماً في شئون السكان (اي المستوطنين)، ويحاولون أن يفرضوا عليهم الروح الفرنسية. (ديورانت، مرجع سابق:60) ، بينما كان الهدف أن تجسد الدولة الصهيونية الروح اليهودية، وقد قام الصهاينة فعلاً بطرد الفلسطينيين وأنشأوا دولتهم الصهيونية المستقلة. وقد أظهرت التطورات التاريخية أن الجيب الصهيوني لا يندرج تحت أي نوع من نوعي الاستيطان ، فهو يعتمد على قوة غربية عظمى ، ولكنه في الوقت نفسه يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلال،وذلك لعدة أسباب أهمها :
§         المستوطنون الصهاينة لم ينشأوا في دولة أوروبية واحدة يدينون لها وحدها بالولاء ، وتقدم هي لهم بدورها الحماية الكاملة.
§         ليس للصهاينة وطن أم ، فالعلاقة بين المستوطنين الصهاينة والدولة الغربية التي ترعاهم تستند إلى المصلحة المشتركة فحسب ، وليس نتاج روابط حضارية عميقة أو عضوية. لذا فالجيب الصهيوني لا يتمتع بالحماية الدائمة من جانب دولة واحدة ، وإنما يتمتع بالحماية المؤقتة من جانب عدد من الدول ، الواحدة تلو الأخرى. ولعل هذا يفسر سبب نقل القيادة الصهيونية مسرح نشاطها من مركز جذب إلى آخر.
  وعلى الرغم من أن الجيب الاستيطاني الصهيوني حقق استقلالاً نسبياً إلا أنه بعدما تعرض لمقاومة السكان الأصليين المطرودين اضطرت الدولة الصهيونية إلى الارتماء في أحضان الدولة الغربية الحامية بشكل متطرف. فقد بين "جابوتتسكس نفسه أن الدولة الصهيونية المحاطة بالدول العربية من كل جانب ، ستسعى دائماً إلى الاعتماد على أي إمبراطورية قوية غير عربية  وغير إسلامية. (المسيري ، مرجع سابق).
ثالثاً: الإيدلوجية  الصهيونية :
   الأيديولوجية بصفة عامة هي مجموعة متماسكة من المبادئ والمثل والمعايير التي تعبر عن نظرة جماعة معينة إلى الغرض أو الأغراض الأخيرة للحياة الاجتماعية والسياسية والروحية، ومن مجموعة متماثلة من المعتقدات التي تعبر عن موقف هذه الجماعة عن طبيعة الواقع الاجتماعي والاتجاهات التاريخية.
   أما تعريف الأيديولوجية الصهيونية  فهي مجموعة من المعتقدات الزائفة والتي لا تتطابق مع الواقع، وهي نسق كاذب وغير منطقي وبعيدًا عن الحقيقة , اعتمدت على الفلسفة للبرهنة على نتائج سياسية، وهي تحقيق لرؤية سياسية اعتمادا على الأساس الديني,وقوى ذرائعية مجرد تزيف أو تعمية للواقع , إنها نسق من الآراء والأفكار السياسية والقانونية , والأخلاقية والجمالية والدينية والفلسفية (الشقباوي ،2007م . pulpit.alwatanvoice.com).
  وكلمة صهيونية اشتقها الكاتب اليهودي النمساوي " ناثان برنبام "(1864 -1937م) من كلمة " صهيون " ليصف بها هذا الاتجاه السياسي الجديد بين صفوف اليهود وغيرهم ، من أجل تحويل النزاعات الماشيحانية اليهودية التي بدأت في الظهور منذ منتصف القرن السادس عشر ، تعبيراً عن بؤس اليهود وشقائهم نتيجة لما يسمى بالمسألة اليهودية ، إلى حركة سياسية ، كما حول التطلع الديني الماشيحاني التقليدي إلى برنامج سياسي.([3])
   بداية الأمر لعبت الدول الأوروبية دورا بارزاً ومهماً في بلورة بعض الإفكار الصهيونية وهي الإيدلوجية الاستعمارية ، ومن ذلك من خلال بناء الإمبراطوريات الاستعمارية الغربية التي لا تكاد تخلوا منها دولة من دول العالم ، وقامت هذه الدول بجلب العديد من المستوطنين البيض ، وتهيئ لهم سبل الاستقرار في المواقع الحيوية من مستعمراتها كي يكونوا بمثابة الدرع الواقي لهذه المستعمرات من أي خطر يتهددها ، بالإضافة إلى الاستعانة بهؤلاء المستوطنين في استغلال ثروات هذه المستعمرات الاقتصادية ، كالجزائر وروديسيا وجنوب أفريقيا وغيرها.
   وبالنسبة لفلسطين فقد وجدت هذه الدول الغربية أن أفضل وسيلة ممكنة لتأمين السيطرة عليها هي طرح المشاريع الاستيطانية الرامية إلى إنشاء كيان يهودي في فلسطين يكون مرتبطاً بأوثق العلاقات مع الدول الكبرى صاحبة المشروع ، مما يهيئ لهذه الدول سلب التسرب داخل الدولة العثمانية والحصول على الجزء الذي تطمح إليه من ممتلكات الدولة العثمانية حين تحين الفرصة المناسبة لاقتسام هذه الممتلكات.
   ومن أجل ذلك سعت تلك الدول إلى إثارة الاهتمام اليهودي بهذه المشاريع الاستيطانية ، وقامت البورجوازية اليهودية بإنشاء وتمول هذه المستعمرات الزراعية في فلسطين ، ومن ثم شجعت تلك الدول اليهود للهجرة إلى فلسطين ، ومساعدتها في شراء الأراضي ، حيث استطاع ممولان يهوديان عام 1860م من الحصول على قطعتين من الأرض: الأولى حصل عليها " سلومو يهودا" بمساعدة القنصل البريطاني ، والثانية حصل عليها اليهودي البرتغالي" جوزيف ناسي" وكانت تشكل جزءاً من الأراضي الخصبة الممتدة حول بحيرة طبرية ، حيث اقام عليها مزرعة توت كبيرة ، إلى أن آل الأمر إلي ما هو عليه الآن باحتلال كامل الأراضي الفلسطينية. كل ذلك أدى إلى تبلور الفكرة الاستعمارية لليهود في فلسطين .(محمود،1984م :43 -44).
  وعندما نبحث في الإيدلوجية الصهيونية نجدها مليئة بالعنف والتطرف حتى ضد  أنبيائهم الذين أتهموهم زوراً وبهتاناً به، وهو قديم بقدمهم وقبل سيدنا موسى عليه السلام، وفي كل عهودهم ، وفي مواضيع كثيرة أبتدأ من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، وفتنهم ومؤامراتهم في تاريخ مصر القديم إلى يومنا هذا ، وبإعطائهم لأنفسهم نسباً يعود إلى نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام حيث حاولوا أن يدخول في فكر الناس أنهم جميعاً من نسل الاسباط الاثنى عشر أبناء يعقوب عليه السلام حتى يرجعوا بنسبهم إلى إبراهيم أبي الأنبياء والرسل (عليهم السلام). قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).(آل عمران :67).
    والباحث في الإيدلوجية الصهيونية سوف يجد أنها أفكار تتبنى إدعاءات كاذبة تجيز لهم فعل كل شيء يمكنهم من تحقيق أفكارهم التي تدعوا إلى التطرف والعنف والنهب والسلب والقتل لجميع مقدرات الشعوب والأمم الأخرى ، وذلك من خلال حرية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية ، واعتبار هذه الحرية مقدسة، ويعتبر هذا مسالة ثابتة في النهج العسكري الإسرائيلي. وسنعرض في سياق حديثنا ما سنته الإيدلوجية الصهيونية من مخططات تجاه الشعب الفلسطيني في أرضه وفي الشتات. (أبوعويمر،2008م : 67).
  من الإيدلوجية الصهيونية ما نشره " هس" الحاخام الصهيوني  كتابات تشير إلى الحل الصهيوني ، كما ظهرت جماعات مثل أحباء صهيون والبيلو ([4]) ، متبنية فكرة الهجرة الاستيطانية إلى فلسطين ، ولكن بظهور " هرتزل " على الساحة العالمية عام(1896م) تحولت الصهيونية إلى حركة سياسية منظمة واعية بالضغوط والوضوابط الدولية. واكتشف هرتزل حقيقة بديهية وهي أنه لتهجير يهود العالم لابد من الحصول على ترخيص دولي بذلك مع ضمان دعم أحدى الدول الكبرى له.
   وبدأ هرتزل في تنظيم الجمعيات الصهونية المختلفة في شرق أوروبا ، حيث دعا عبر كتابه(دولة اليهود) الصادر في العام 1896م أصحاب رؤوس الأموال اليهود إلى التبرع من أجل إقامة وطن قومي لليهود ، مؤكداً أن اليهود لن يستطيعوا الاندماج في صفوف الشعوب الأخرى، واعتبر المسألة اليهودية مسالة قومية.( جبارين،2013م:19 ).
   وتوجه أثرياء الغرب "روتشيلد وآخرين" لعقد المؤتمر الصهيوني الأول في " بازل " عام (1897م). وبعد عدة محاولات ومناورات دبلوماسية فاشلة عرضت إنجلترا مشروع شرق أفريقيا لتوطين الفائض السكاني اليهودي في إحدى مناطق الإمبراطورية ، ولكن لم يكتب للمشروع النجاح . وفي عام(1917م) أصدرت الإنجليز وعد بلفور ، الذي استمرت الحركة الصهيونية على آثره بالمناورة السياسية والنشاط الدبلوماسي خارج فلسطين ، وفي النشاط الاستيطاني داخلها، إلى أن أنشأت الدولة الصهيونية عام (1948م).
   وتشكل وثيقة إعلان الدولة اليهودية نصاً غزيراً ومكثفاً لكثير من المقولات والأفكار والفرضيات الصهيونية ، وتكمن أهميتها القصوى بكونها حظيت بإجماع عام من جميع التيارات الصهيونية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وهي تشكل اللحظة الحاسمة والمكثفة للفكر السياسي الذي انبثق منه كل المبنى القانوني الدستوري للدولة. ويبدأ النص العبري في الوثيقة بالإشارة إلى المكان فيقول : " في أرض إسرائيل ، نشأ الشعب اليهودي ، وفيها تبلورت هويته الروحية والدينية والسياسية ، وفيها أبدع قيماً ثقافية ذات دلالة قومية وعالمية ، وأورث للعالم كله سفر السفار الأزلي ، بهذا يقيم النص علاقة منفردة بين اليهودي وأرض إسرائيل ، ويومئ إلى أن الإبداعات اليهودية والإنجازات الفكرية والثقافية محصورة كلها فيها. أنها الغطرسة التي زرعت في الفكر الصهيوني.(أبورمضان ، وآخرون،2011م  :37) .
     كما نجد الصهيونية عقيدة ومنهج خطتها مفصلة في التلمود ، وهي تقوم على القول بأفضلية اليهود على العالمين.(الشرقاوي،1993م :76) . و يعتبر التلمود من أسياسيات الفكر الصهيوني ، ومن لم يتعلمه فهو خارج عن اليهود، وهو يحمل إيدلوجية درست للنشأ الصهيوني بالتطرف والعنف والقتل والاحتلال وسلب مقدرات الشعب الفلسطيني من كل مفاصله.
   وقد  ظهرت اتجاهات و مدارس صهيونية كثيرة بينها اختلافات جوهرية ، إلا أنها تتبنى نسقاً أيديولوجيا واحدا ، إذ يؤمن جميع الصهاينة بـ" فكرة العودة إلى أرض الميعاد لتأسيس دولة يهودية، تعبر عن الروح الخالدة للشعب اليهودي، وتكون حلاً للمشكلة اليهودية"، وهذه نقطة البداية والنهاية لهم جميعاً، والركيزة التي تستند عليها تحالفاتهم.( -2/5/2016http://riaaya.org)
   ويمكن تقسيم هذه المدارس إلى مدرستين أساسيتين تلعبان أدوراً متكاملة ومدرسة ثالثة فرعية لا يتوجه فكرها إلى الجانب السياسي، وإنما يتوجه إلى الجانب الثقافي ، فهي مستوعبة للمدرستين الأساسيتين في مجال الممارسة السياسية ، أو الروحي. وهما :
المدرسة الأولى : الصهيونية السياسية ، ويتمثل فكرها في اصطلاح الصهيونية السياسية يستخدم للتفرقة بين الإرهاصات الصهيونية الأولى التي تتمثل في جميعات أحباء صهيون وبيلو من جهة ، والحركة الصهيونية التي نظمها هرتزل من جهة أخرى. فالتنظيمات الأولى كانت جماعات ذات طابع محلي ، تهدف إلى الاستيطان في فلسطين  تمولها أثرياء اليهود، أما صهيونية هرتزل فهي تدعي أنها حولت المسالة اليهودية إلى مشكلة سياسية ، وأنها توجهت إلى الجماهير اليهودية متخطية الحاخامات والمليونيرات.
  ويرى الكثير من الساسة اليهود أنه لايمكن حل المسألة اليهودية إلا بأن يصبح اليهود شعباً مثل كل الشعوب وقومية مثل كل قوميات العالم ، وأن هذا الشيء لم يتأتى إلا عن طريق تهجير اليهود إلى فلسطين ، ليعيشوا في وطن يهودي واحد ، تحكمه دولة صهيونية تندمج في المجتمع الدولي ، تنجح في تحقيق لليهود ما فشل الأفراد في تحقيقه لأنفسهم. يرون أن هذا لا يتأتى إلا بتنفيذ تحت إشراف المجتمع الدولي ، وبضمان منهم وبهذا  تقوم الدولة اليهودية باستيعاب فائض يهود العالم ، أما الباقون الذين لا يرتضون الهجرة ، فأنهم سيندمجون في مجتمعاتهم.
  وهناك صهاينة  يرون أن المشكلة مشكلة يهود ، وليست مشكلة يهودية ، بل يروق لهم أن يروجوا  لليهودية على أنها تراث تاريخي وبناء قومي ديني يمكن الاستغناء عنه تماماً ، والصهيونية المراجعة تتفق مع هرتزل في محاولة تغليب الجانب القومي من القومية اليهودية على الجانب الديني ، حتى تصبح قومية ، مثل كل القوميات.([5])
   ويرى المراجعون أن القومية هي فكرة سامية يجب أن يكرس الإنسان المؤمن كل قواه لخدمتها ، مثل الدين والاشتراكية ، وأن اليهود الذين يحاولون الاستيطان الجماعي ليسوا بورجوازيين ولا بروليتارين ، وإنما هو مجرد رواد لا إنتماء طبقياً لهم ، يسعون للسيطرة على الأرض وتفريغها من سكانها، وقد نادي "جابوتنسكي" بتثبيت دعائم الاستعمار الاستيطاني عن طريق كل من الهجرة الجماعية والجهد الفردي.
  وقد أكدوا من البداية الطابع القومي " البورجوازي " للحركة الصهيونية ، كما اكتشفوا القانون الأساسي الذي يتحكم في ديناميتها ، وهو مدى استعدادها للاتماء في أحضان الاستعمار ، والقيام على خدمته حتى يسهل لها عملية تهجير اليهود وتوطينهم في فلسطين ، وإقامة الدولة ، وهم الذين كانوا متيقنين من أن العنف وحده هو وسيلة التعامل مع الفلسطينيين.
المدرسة الثانية: هي الصهيونية العمالية: واتباع هذه المدرسة ينطلقون من الإيمان بأن المسالة اليهودية هي مشكلة فائض سكاني يهودي غير قادر على الإندماج ، وليست مشكلة الديانة اليهودية. أي أنها مشكلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لبعض قطاعات اليهود، وليست مشكلة انتمائهم الديني أو الحضاري. وتتلخص المشكلة بحسب التصور الصهيوني العمالي ، في أن التركيب الاجتماعي والحضاري لليهود يختلف عن التركيب الاجتماعي والحضاري للشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها.
  وتشترك الحلول الصهيونية العمالية في الإيمان بأنه لا حل لمشكلة اليهود إلا عن طريق استيطان فلسطين بطريقة جماعية ، وإقامة دولة صهيونية عمالية.
  وإن البناء الاقتصادي /السياسي في إسرائيل هو نتاج نشاطات الصهيونية العمالية بالدرجة الأولى ، فالهستدروت(اتحاد نقابات عمال إسرائيل) ، والكيبوتس(المزارع الجماعية) ، والهاجاناة ، والبالماخ(منظمات عسكرية صهيونية ) هي الأدوات التي استخدمها الصهاينة في تحويل جزء من فلسطين إلى دولة صهيونية ، وهذه المؤسسات أوجدتها الصهيونية العالمية ، وسيطرت عليها ومازالت لها اليد الطولى في فلسطين.
 المدرسة الثالثة: تضم اتجاهين : الصهيونية الدينية ، والصهيونية الثقافية أو الروحية . ويؤمن أتباع الصهيونية الدينية بأن الحركة الصهيونية لو تركت وشأنها فأنها قد تنشر تعاليم القومية العلمانية بعد تصفية الجانب الديني تماماً، وتؤدي إلى نهاية اليهودية.
أما الصهيونية الثقافية ، فهي فلسفة صهيونية تبوأت مكانة بارزة في الفكر الصهيوني المعاصر،  وهي لاتأخذ بمسلمة "هرتزل " القائلة : بأن السبب الأساسي لمشكلة اليهود هي معاداة السامية وعجز اليهود السياسي والاقتصادي الناجم عن هذه الظاهرة، وإنما ترى أن العنصر الذي يشكل الخطر الحقيقي المهدد للاستمرارية اليهودية هو فقدان اليهود للإحساس بالوحدة والترابط ، وضعف تمسكهم بقيمهم وتقاليدهم.
  ودعاة الصهيونية الثقافية مثل دعاة الصهيونية الدينية ، كانوا أرستقراطية الجيتو الدينية في شرق أوروبا ، ويخلصون إلى أن الواجب الأساسي للحركة الصهيونية يتركز في الإتيان بالعلاج الناجح لمشاكل اليهود الروحية ، وليس لمشاكلهم الاقتصادية ، وهذا لا يتأتى إلا بتحويل فلسطين إلى مركز روحي لليهود. ووجه الاختلاف بين الصهاينة الدينيين والثقافيين تتركز في كيفية الإيمان بالدين اليهودي ، فكلاهما يؤمن بالقيم الدينية اليهودية ن التي يخلع عليها الفريق الأول القداسة المطلقة ، على أنها مرسلة من الله (كما يفعل اليهود الأرثوذكس) ، بينما يرى الفريق الثاني هذه القيم جزءا من تراث الشعب اليهودي ، فيصبح الشعب نفسه هو مصدر القداسة (كما يفعل اليهود المحافظون).(خليفة،160) .
  وبالرغم من وجود أحزاب دينية في إسرائيل ، فليس لهذه الأحزاب وجود سياسي مستقل لذلك هي تدخل في تحالفات مع الأحزاب التي تمثل التيارين الصهيونيين الأساسيين ، أما الصهيونية الثقافية ليس لها أحزاب ، لأنها تعبر عن موقف يتبناه أي صهيوني ، بغض النظر عن انتمائه السياسي.(المسيري،1982م: 163).
  وبصفة عامة الواضح أن الإيدلوجية الصهيونية ترفض الإندماج ، حيث يصفونه بأنه أنحراف ، حيث يتصورون بأن الشخصية اليهويدية القومية الخالصة المطلقة هي التي تقف خارج التاريخ .  فاليهودي من وجهة نظرهم شخصية فريدة لا يمكن فهمها ولا يمكن استيعابها ، لذلك لا يمكن أن تندمج مع بقية الأمم. ، كما أنهم يؤمنون بإستحالة الإندماج ويعتبر ذلك من المبادئ الرئيسية للصهيونية.ويرى فيلسوف الردة "موسى هس" أن اليهودي لايمكن أن يفر من تميزه وانتمائه للشعب المختار المضطهد. كما أنهم يرون أن هجمات الصهيونية على الاندماج لا يتوقف ، وهو خطر يتهدد الحياة اليهودية ، وعار ، وخطيئة ، ووصمة في جبينهم.
  ويتضح من العرض السابق للإيدلولجية الصهيونية ، كل شيئ مباح أمام الصهيونية من احتلال أراضي الغير وقتل وتدمير وتشريد للبشر في سبيل بقائهم ، واستخدامهم كل وسائل التهويد ، وأن تبقى دولتهم المزعومة نقية العرق ، أنها أيدلوجيتهم المرسومة منذ نشأة الصهيونية العالمية.
كما تعتمد الايديولوجيا الصهيونية على مقولات زمانية لزرع فكر معين لدى اليهود أهمها:
1- لليهود جسد واحد متناسق , ممتد في الزمان والمكان , والمشكلة اليهودية ولدت من رحم الدياسبورا.([6])
2- ضرورة تجميع اليهود في مكان واحد "العودة لأرض الميعاد".
3- حفاظ اليهود على تمايزهم عبر التاريخ.(الشقباوي ،2007م).
  يشير " أريه نيثور "  إلى الوثائق الأيدلوجية المؤيدة لفكرة " أرض إسرائيل الكاملة " فيجد هناك تشابه كبير بين الوثائق الثلاث في العلاقة بين الأرض والدولة (وثيقة لن تقيموا ،وثيقة من أجل أرض إسرائيل الكاملة ، وثيقة ٌإقرار حقوق الشعب اليهودي في وطنه ، في الحرية والأمن والسلام)، وبينمها وبين الشعب ، وفي مفهوم الزمن التاريخي ، ومصطلح الكمال والتحول الجدلي من الحق إلى الواجب ، فهو يرى أن هذه الوثائق الثلاث قد رسمت أيدلوجية أرض إسرائيل الكاملة في فترة ما بعد حرب (1967م).
  ومن أيدلوجية الحركة الصهيونية وضع الدولة قبل كمال الأرض ، أي الاستعداد للاكتفاء بالقليل من الأرض من أجل تحقيق الاستقلال السياسي في جزء من الأرض ، وتأسيس دولة يهودية في أرض إسرائيل على حد زعمهم ، وذلك لتخوفهم على مصير اليهود في أوروبا.
  ويرى " تسفي يهودا " وثيقة "لن تقيمو" في التنازلات الإقليمية جرماً وخطيئة وضعف عقل وإيمان ، وأنها تضر بشعب إسرائيل وتضعفه ، مثلها مثل ذلك مثل الاضطهادات تجلب عليهم الخزي والعار ، فيقول : " من الخطيئة والجرم تسليم أراضينا لأيدي الغرباء فليس ذلك سوى ضعف عقل وإيمان لا أكثر. ويدعو الجميع في إسرائيل أفراداً وعلماء توراة ، وعسكريين إلى منع وعرقلة هذه التنازلات ، ومن يفعل ذلك فهو في – رأيه-  سوف يجد عونه من السماء . كما يرى أن هذا هو دفاع عن تشبثهم الكامل بديارهم المقدسة ميراث أجدادهم.
  وأورد " يهوشافات هاركابي"  أن الدين لا يتيح حقاً شرعياً في أرض ما ، ولكن بالنسبة لهؤلاء المتطرفين الدينيين الذي يعتقدون بوجود هذا الحق ، يتحول الوعد التوراتي بأحقية شعب إسرائيل في أرض إسرائيل من مسألة دينية وروحية إلى ضرورة تتطلب التنفيذ الفوري.
   ووثيقة" من أجل أرض إسرائيل الكاملة" تدعوى إلى التمسك بالأرض التي تم احتلالها باعتبارها حقاً للشعب اليهودي ، ولا يمكن التفريط فيها. واتفقت وثيقة إقرار حق الشعب اليهودي " لمناحيم بيجن " مع وثيقة" تسفي يهودا" في التأكيد على كمال الأرض. كما تدرك هذه الوثيقة ضرورة الحفاظ على أغلبية يهودية في البلاد كشرط يتيح استمرارية سيطرة الدولة اليهودية، وأنهذا مطمح الصهيونية الرسمية دائماً وابداً ، وهذا سيتحقق من خلال عودة جماهيرية إلى صهيون ستأخذ في الأزدياد.(مصطفى ،2010م:136-143).
    كما أن الإيدلوجية الصهيونية تتمثل في عقلية بروتوكولات حكماء صهيون، والتي تعترف بأن اليهود يعتمدون على القوة والأرهاب في حكم العالم ، وأنه خير النتائج ما ينتزع بالحكم والإرهاب ، لا بالمناقشات الأكاديمية، وأنهم يعتمدون على الأستبداد ، ممصادرة الأموال ، والأراضي ، وأن الإعدام طريق الحكم ، وأنه ضرورة تولد الطاعة العمياء ، وأن الحرية السياسية خرافة ، وأن الإنسان لابد أن يعرف كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية ، فيتخذها طُعماً لجذب العامة.(عويس،2003م :101).
    ومن الإيدلوجية الصهيونية التي زرعت في عقلية الفرد الصهيوني قرار وثيقة أوجزت ارتباط الشعب اليهودي بالأرض التي ولدت فيها الدولة الجديدة ، واشارت إلى أن " أرض إسرائيل" كانت مهداً للشعب اليهودي ، حيث صاغ هويته الروحية والدينية والوطنية ، وبعد أن أبعد عن أرضه بالقوة حافظ الشعب اليهودي على إخلاصه لها طوال فترة الشتات.
   وقام مؤسسو الحركة الصهيونية ، ومن ثم الدولة الإسرائيلية باختلاق رواية تاريخية أسطورية (ميثيولوجية)([7]) جمعت بين الروايات الإنجليزية ذات الصبغة الدينية الميثولوجية والفكر الوطني الحديث ، وربطت بين الشتات والرواية الحديثة للملاحقات ضد اليهود بغية إقناع العالم بصحة رواياتها ، وهذا ما تفعله أيضاً أغلبية الحركات القومية الصهيوينة.(بيدرو،2012م:47-48).
رابعاً : الإنتفاضة الثالثة (انتفاضة القدس):
   انطلقت انتفاضة القدس بقيام الشهيد مهند الحلبي يوم( 3/10/2015م) بعمليته البطولية ليفجر انتفاضة السكاكين, فكانت بداية لسلسلة مواجهات قادها الشباب الفلسطيني فأحدثت مفاجآت للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
    وجاءت هذه الانتفاضة عبارة عن موجة احتجاجات وأعمال عنف شهدتها الضفة الغربية وقطاع غزة وفي 1948م منذ اكتوبر 2015م ،ولحتى الآن . فحجم الجرائم والمجازر التي لا تحصى ولا تعد والمستمرة, والتي رافقت حياة الشعب الفلسطيني على مدار التاريخ كانت هي المُحرك والدافع لدى الشباب الفلسطيني, فكان الهدف ومازال هو الدفاع عن القدس والأقصى والوطن والأرض للعيش بكرامة وحرية واستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
   لقد انطلقت الانتفاضة الفلسطينية كنتيجة ورد طبيعي وشرعي وقانوني كفلته له كافة القوانين والتشريعات السماوية والوضعية, لتقاوم وتتصدى بكافة الوسائل المتاحة والممكنة السياسة الاحلالية والإجرامية والقرارات والإجراءات العنصرية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فجاءت الإنتفاضة لعدة أسباب أهمها :
1- أعمال العنف التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي(تراكمات) ، حيث قام مستوطنون بحرق منزل عائلة الدوابشة في 31 يوليو 2015م، وهو ما أدى إلى زيادة في أعمال المقاومة الموجهة ضد الإسرائيليين، وكذلك مقتل محمد أبو خضير الذي جاء بعد قتل ثلاثة مستوطنين في يونيو من ذلك العام. والحرب الإسرائيلية التي شُنت على قطاع غزة وأوقعت ما يزيد عن( 2100) شهيداً فلسطينياً.
2- قيام الجانب الإسرائيلي بعدد من الخطوات تجاه المسجد الأقصى في شهر سبتمبر 2015م؛ ففي( 9 سبتمبر)، صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي قرار بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، وفي( 14 سبتمبر ) اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي "أوري آرئيل" المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيليًا، واقتحام وحدات خاصة وعناصر المستعربين باحات المسجد، وفي (17 سبتمبر)، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.
3- استمرار المخططات الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً, والاقتحامات والانتهاكات المنظمة للمسجد الأقصى وللمقدسات الإسلامية والمسيحية من قبل وزراء حكومة الاحتلال ونوابه في الكنيست والمستوطنين والحاخامات بحماية قوات الاحتلال.
4- منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى بفرض إجراءات وقوانين تعسفية وعنصرية بحق المواطنين كتحديد الفئة العمرية المسموح لها بالدخول وفرض اغلاقات مستمرة, وسياسة تهويد القدس والأماكن الدينية والأثرية.
5- انتهاج سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين من خلال فرض القوانين والإجراءات القمعية والتعسفية وذلك بتفريغ الأرض من السكان والطرد والإبعاد وهدم المنازل بحجج وهمية.
6- الاستمرار في مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية لاستكمال بناء الجدار الفصل العنصري وزيادة رقعة الاستيطان بالتوسع أفقياً لفرض واقع جديد على أرض الواقع من الناحية الديمغرافية والجغرافية والسياسية.
7- الاقتحامات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية, وارتكاب سلسلة من الجرائم والمجازر تجاه أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وحرق واعدام وتعذيب واعتقال.
8- استمرار إقامة الحواجز التي تفصل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض وتُقيد حرية التنقل فيما بينها.
9- استمرار عربدة المستوطنين وجرائهم, وسرقة المواد والمقدرات الطبيعية الفلسطينية, والتحكم في الاقتصاد الفلسطيني من خلال احتجاز عائدات الضرائب. (http://pnn.ps/-2/5/2016).
10- استمرار حصار قطاع غزة وقيامها بشن ثلاثة حروب على غزة, واستمرار اعتقال أكثر من ستة آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال, واستمرار حكومة الاحتلال الضرب بعرض الحائط لكافة القرارات الدولية التي صدرت بحق القضية الفلسطينية, وعدم تنفيذ القرارات والاتفاقات التي وقعت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, وإفشال وعرقلة كافة جولات المفاوضات بسبب الرفض والتعنت الإسرائيلي تجاه المطالب والحقوق الفلسطينية,والتي أدت إلى تعثر عملية السلام بسبب التأثير الإسرائيلي المستمر لإفشال أي قرار وأي مشروع وأي مبادرة تهدف إلى حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الأممية والمبادرة العربية للسلام, لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية والتي كان آخرها المشروع العربي.
 11- الاستمرار في الحملة الدعائية والتحريضية والعدائية من قبل حكومة الاحتلال والحاخامات والمستوطنين تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني, في ظل حكومة يمينية متشددة ومتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو.( http://felesteen.ps/-2-5-2016)
خامساً : المخططات الصهيونية لإجهاض اإنتفاضة القدس:
  سعت دولة الاحتلال الإسرائيلي جاهدة قبل وبعد نشأتها بوضع استراتيجية لمخططاتها الآنية ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى ضد الشعب الفلسطيني أينما وجد من أجل إتمام مشروعها الصهيوني الذي يرمي إلى السيطرة التامة على كل الأراضي الفلسطينية ، وهذه المخططات وضعت لها أنواع عديدة من وسائل الخداع والتطرف والعنف لم تخطر على بال أحد ، نعرض منها مايلي:
1- تفعيل البعد الإيدلوجي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري لدى الصهاينة من خلال الاعتبارات الإيدلوجية الدينية والتي تعود إلى مفهوم أرض إسرائيل ، والحدود التوراتية ، حيث جاءت في الكتب اليهودية أن الرب قال لإبراهيم " أنا سأعطيك وذريتك من بعدك أرض إقامتك أرض كنعان للاستملاك إلى الأبد ، وسأكون ربهم" . وكذلك البعد السياسي للاستيطان الصهيوني الذي يتمثل في تقوية المركز السياسي لإسرائيل من خلال سيطرتها على الأراض الفلسطينية ذات الأهمية الاستراتيجية، وهو فكر بدأ بتخطيط وتوجيه من القوى الاستعمارية الغربية.(الدويك،2004م: 44-46). 
2- دفع السّلطات الإسرائيلية بالمزيد من الجنود والقوات إلى شوارع القدس وأحيائها للانقضاض على الحراك حتى بلغ عددها في القدس( 3000) عنصراً. واتخذت الحكومة قرارًا بالسماح للشرطة بإطلاق النار على راشقي الحجارة لتوسع بذلك مبدأ السماح للشرطة بالقنص في القدس بعدما كان مقتصرًا على الجيش. كما أقامت الشرطة، في 18/10/2015، جدارًا أسمنتيًا في جبل المكبر لمنع المقدسيين من رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على مستوطنة "أرمون هنتسيف". إلا أنّ نتنياهو لم يلبث أن أمر بوقف العمل بالجدار بعد انتقادات وزراء حكومته للإجراء خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عقد لاحقًا خلال النهار.
3- فرض الغرامات والعقوبات : ففي 2/11/2015م، صادق "الكنيست" على مقترح القانون الذي يطالب بفرض عقوبة حد أدنى على راشقي الحجارة من الشبان والأطفال الفلسطينيين، والذي يتيح أيضًا المجال لسحب مخصّصات اجتماعيّة من ذوي الطفل الذي أدين برشق الحجارة، ويفرض غرامة مالية على ذوي الطفل المدان برشق الحجارة تصل إلى(10) آلاف شيكل/ 3 آلاف دولار. وهو قرار يحاول الضغط على المقدسيين لتشكيل عنصر ضغط على أبنائهم ومنعهم من الإنخراط في أيّ وجه من أوجه التصدي للاحتلال.( http://alquds-)online.org) -7-5-2016م).
4- مخطط الجانب الديني، وهو تفرد  جيش الاحتلال الصهيونيي بالتحكم في بوابات الأقصى ،حيث يخشى ساسته " نتنياهو" من تغير الوضع القائم في المسجد الأقصى والذي كرسه الاحتلال بعد انتفاضة الأقصى عام 2000م عبر إقصاء الأوقاف والتفرّد بالتحكم ببوابات الأقصى ما يعني انقلابًا على الوضع القائم الذي كان سائدًا في العهد العثماني ومن ثم الاحتلال البريطاني ومن بعده العهد الأردني. وكان مصطلح الوضع القائم يشير إلى مسؤولية الأوقاف عن كل ما يتعلق بالأقصى، بما في ذلك الحق في تحديد من يدخل إلى المسجد ومن لا يدخل إليه، وبأي طريقة يدخلون. ويعتبر نتنياهو أن "الوضع القائم" الحالي هو أفضل ما يمكن أن يتحقق لليهود في الوقت الراهن. ولذلك فهو حريص على عدم التفريط بهذا "المكسب" وهو يكرّر تمسك حكومته به، ولكن على أساس ما حققه الاحتلال بعد انتفاضة الأقصى.
5- عدم إعطاء الفلسطينيين أي مكاسب سياسية، حيث تحرص القيادات الإسرائيلية على عدم إعطاء الفلسطينيين "مكافآت سياسية" تبدو من خلالها أنها تستجيب تحت وطأة التحرّكات الشعبية، فالكيان الذي فقد قوة الردع كما أكدت الحرب الأخيرة على غزة، يحاول ألا يبدو عاجزًا في وجه السكين. وهو يحرص على عدم الإيحاء للفلسطينيين بأنه من الممكن أن ينصاع لإرادتهم في إنهاء الاحتلال وإن كان ذلك عبر تقديم ما يسميه "تنازلات". وأكد هذا الاتجاه تصريح نقلته "جيروزاليم بوست" عن مسؤول حكومي في 29/10/2015م، تعليقًا على مسودة قرار من نيوزلندا يدعو إلى العودة إلى المفاوضات، بالقول إنّ "إسرائيل ترفض أي مبادرة دبلوماسيّة تسمح للفلسطينيين بتجنب العودة إلى المفاوضات المباشرة، وتعطيهم أيّ مكسب سياسي من جراء العنف القائم حاليًا، أو لا تطالب السلطة الفلسطينية بالوقف الفوري للتحريض". (  ttps://www.google.ps-7-5-2016)).
6- استعانة الصهاينة بالدبلوماسية الدولية ، كأسلوب للمناورة والمراوغة،ولإرباك وزعزعة الصف الفلسطيني، حيث كان هناك عدة لقاءات دبلوماسية متواصلة التي قادها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري،والتي تأتي في سياق تعزيز سيطرة الحكومة " الإسرائيلية " الأكثر تطرفًا على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وتهدف إلى إعطاء سلطات الاحتلال فرصة لإجهاض الانتفاضة الفلسطينية، واستمرار انتهاك المقدسات وتوسيع الاستيطان مع سلب الفلسطينيين حقهم في الدفاع عن مقدساتهم وأراضيهم وأنفسهم، وهو أمرٌ مرفوضٌ بشكلٍ قاطعٍ. "(. http://www.alquds)-online.org)
    وفي مقابلة ضمن برنامج حدث وأبعاد على قناة فلسطين اليوم ( 20-10-2015م) إن" جون كيري" وزير خارجية أمريكا يستعد لعقد لقاء يجمعه بالعاهل الأردني والرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل تفعيل ما اتفقوا عليه من تفاهمات في نوفمبر من العام الماضي وكان في صميم ما اتفقوا عليه “العمل على إنهاء التوتر والعنف” في القدس والأقصى، كما سعى كيري لتشكيل هيئة ناظمة لمتابعة تنفيذ تلك التفاهمات..
  كما أعلن كيري عن اتفاق بين الجانبين الأردني و"الإسرائيلي" على أن تطبق "إسرائيل" سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الأقصى، ولغير المسلمين بالزيارة فقط، وأن تتم مراقبة جميع المواقع في المسجد الأقصى بالكاميرات على مدار 24 الساعة". كل تلك السيناريوهات والأفكار والإجراءات جاءت للعمل علي احتواء الانتفاضة.
  وفي ذات السياق قام الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بزيارة المنطقة التقى خلالها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو ،وجاءت هذه الزيارة من باب المخاوف من تطورات انتفاضة القدس التي قد تحدث تحولات وتهديدات لإسرائيل ورغبة في المجتمع الدولي في إجهاض انتفاضة القدس .
 وكذلك التحرك الفرنسي لإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بإرسال مراقبين دوليين للمسجد الأقصى وهنا جاء الرد من إسرائيل والولايات المتحدة والأردن برفض هذا المقترح الفرنسي .(https://www.palinfo.com).
7- محاولات المخابرات الصهيوني في تدمير جيل الشباب الفلسطيني، حيث عملت المخابرات على تشكيل وحدات خاصة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي واصطياد الشباب الفلسطيني وإسقاط هذا الجيل في وحل العمالة- لقد خسرت مراهنات العدو الصهيوني على هذا الجيل الذي جعل من وسائل التواصل الاجتماعي الجديد رعبا وكابوساً مزعجاً للصهاينة.
  كما أطلق جهاز المخابرات الإسرائيلية (5000) حساب (فيس بوك) عربي، لمراقبة الجيل الفلسطيني الجديد من أجل الحصول على معلومات عن طريق هذه الحسابات التي تحمل جميعها أسماء إناث باللغة العربية، كما أصدر رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو توجيهات بالعمل على تشكيل طاقم ممن يجيدون اللغة العربية، لمراقبة الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف نواياهم قبل تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.(غسان الشامي_ الجيل الفلسطيني الثائر..عنوان المرحلة) http://www.alqassam.ps).
8- التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية بالضفة والذي تزداد وتيرته مع استمرار الانتفاضة. لذلك يجمع المراقبون أن السلطة وأجهزتها الأمنية تعتبر إجهاض واخماد لهيب الانتفاضة مصلحة لهما بالدرجة الأولى ويخدم مصالح الكثير من المتآمرين على القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة، مؤكدين على استمرار وتزايد وتيرة حملة الاعتقالات والمداهمات والاستدعاءات للشباب الانتفاضة.(2/12/2015م-http://alresalah.ps./
  مما يخدم المخططات الصهيونية في الرد على الانتفاضة اتباع السلطة سياسة تقوم على منع تحوّل الهبة الشعبية إلى مواجهة مسلحة مفتوحة مع إسرائيل، حيث عقد رئيس السلطة محمود عباس اجتماع مع قادة  أجهزة الأمن وأبلغهم تعليمات واضحة بالحفاظ على الطابع الشعبي السلمي للهبة الشعبية ، وعدم السماح بتحويلها إلى مواجهة مسلحة.(أبوحنا ،2016م :51).
9- الإعدامات الميدانية والاغتيالات للشباب الفلسطينين من قبل جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية، ظانيين أنهم سوف يثنون شباب الإنتافضة عن عزيمتهم ومسيرتهم النضالية، ومن ثم إجهاض الانتفاضة. وجاء ذلك بناء على قيام الخارجية "الإسرائيلية" والجيش، بتطويع لغة الإعدام بما يتناسب وقواعد القانون الدولي. حيث بلغ عدد شهداء الانتفاضة حتى (11/11/2015م) (82) شهيداً ، بلغت نسبة الإعدامات بشكل مباشرة  نحو(78%) ، وكان نصيب القدس (19) شهيداً بنسبة(23%).( https://www.palinfo.com ).
  وفي يناير 2016م تضاعف عدد الشهداء تقريباً ، حيث وصل عددهم إلى(162) شهيداً، (62) شهيدا أعدموا على الحواجز. وهاهو رئيس الوزراء الإسرائليين" نتنياهو" يتعهد بالموافقه لزعيم حزب "إسرائيل بيتنا ""أفغيدور ليبرمان" على تأييد قانون إعداد الأسرى الفلسطينيين المتورطين بقتل إسرائيليين.(دنيا الوطن ،17/5/2016).
10- استهداف جيش الاحتلال الأطفال الفلسطينيين ، حيث بينت الدراسة أن عدد الشهداء من الاطفال بلغ( 30 )شهيداً ، شكلوا نسبة (19%) منذ مطلع الإنتفاضة حتى يناير 2016م.( http://pnn.ps- 7-5-2016م).وكذلك التنكيل في الأطفال القصر ، وهذا كان على الشاشات الفضائية أمام أعين المؤسسات الدولية القانونية، وبشهادة "غيلي كوهين" الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً بعنوان"المتسللون من غزة وعمليات التنكيل"  ذكر خلاله أن الشرطة العسكرية "الإسرائيلية" تحقق في الاشتباه بجنود نكلوا على مدى ثلاثة أيام بقاصرين فلسطينيين اجتازوا الحدود من غزة لإسرائيل في تشرين الأول الماضي.
   وبحسب إفادات الفتية وهم محتجزون بقاعدة عسكرية؛ فقد قام الجنود بتعريتهم، ونكلوا بهم ومنعوهم من النوم وأطفئوا السجائر بأجسادهم، كما ظهر في استبيان مصلحة ضابط السلوك الذي قال: "إن تجربة اعتقال الفتية كانت صادمة" وقد نُقلت المعلومات إلى النيابة العسكرية العامة.(المصدر السابق ).
11- لجوء الاحتلال إلى المداهمات الليلية لبيوت نشطاء شباب الانتفاضة واعتقالاهم في معظم مدن وقرى الضفة الغربية، و كذلك حملات التفتيش والاعتقالات لشباب الإنتفاضة ،ولأصدقاء وأقارب شهداء وأسرى الانتفاضة من البيوت ، وكذلك لجرحى الانتفاضة من داخل المستشفيات. وإطلاق النار على منازل المواطنين ليلاً لإرهابهم أثناء عملية الإعتقال، بالإضافة إلى التنكيل والتعذيب أثناء عمليات الاقتحام.( 7-5- 2016 http://safa.ps).
12-هدم بيوت شهداء الانتفاضة ، كأسلوب لثني عزيمة كل من يفكر في المشاركة في الانتفاضة. وكان نتنياهو في جلسة "الكابينت" المنعقدة في 5/10/2015م، طلب من وزيرة القضاء "أيليت شاكيد" تسهيل إجراءات هدم منازل الفلسطينيين ممن ينفذون عمليات ضد الاحتلال، في حين طالب وزير التربية والتعليم " نفتالي بينت"، في الجلسة ذاتها، بالبناء في المستوطنات عقب كل عملية ينفذّها فلسطينيون.(-7-5-2016 http://www.palestinetoday.net)
13- استهداف الإعلام الإسلامي المقاوم ضمن مخطط إجهاض الانتفاضة،حيث يتمتع الإعلام الصهيوني بسلطة كبيرة وقوية ، ويؤثر في الفكر الإسرائيلي ، كما أنه يشكل تياراً قوياً، ويغلب عليه طابع الإعلام الحر والمقتدر حتى أصبح ذا سطوة فتاكة يضرب بيد من حديد ، ويتم تمويله من كبار اأثرياء الصهاينة ضد الفلسطينين ، أمثال " الملياردير اليهودي الأمريكي " شلدون أدلسون"  الذي مول صحيفة " بسرائيل هيوم " سنة 2007م، ، وشراؤه لصحيفة " معريب " كما يلعب الإعلام الإسرائيلي دور كبير في حروبها مع الفلسطينيين( منظمة التحرير الفلسطينية(12) ،2014: 108) .
  ومما يدلل على قوة تأثير الأعلام المكتوب (الصحافة) في الفكر الصهيوني استطلاع لمركز " هرتسوغ " للإعلام والمجتمع والسياسة في شهر آذار 2003م ، فإن(40%) من الإسرائيليين يقرأون صحيفة يومية بشكل يومي ، وأن(15%) فقط لايقرأون صحيفة بتاتاً ، ما يدل على أن فئة واسعة من المجتمع الإسرائيلي تقرأ الصحف اليومية ، الأمر الذي يجعلهم يتؤثرون بما هو مكتوب.( جمال،2005م:47).
14- الفصل بين مدن وقرى الضفة الغربية من خلال إقامة الحواجز الأسمنتية والثابتة والطيارة ، وتعزيز جدار العنصرية ، الذي تحقق حسب المزاعم الصهيونية عدة أهداف تتمثل في: تعزيز أمن إسرائيل داخل الخط الأخضر وأمن المستوطنات . ومنع الفلسطينيين من تحقيق إنجازات إقليمية وإلاعلامية وسياسية . وجباية ثمن اقتصادي من الفلسطنيين بتعاظم كلما ارتفعت وتيرة المقاومة.(أبو الهيجا،2004م :257).
  كما أن للجدار والحواجز اثار أخرى جغرافية وسياسية تتمثل في عدم الإندماج الكامل لمدينة القدس في النظام الاقتصادي الذي لايراعي خصوصيتها ، وحتى تبقى القدس تعتمد على ذاتها الاقتصادي الضعيف.(جويلس،وابو السعود،2010م:106).
  وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أنشأ العديد من الحواجز ،ووضع المكعبات الأسمنتية والسواتر الترابية ،والتي بلغ مجموعها( 38 )حتى 21/10/2015م، وشملت( 17 )نقطة تفتيش، و(20 )  مكعبًا أسمنتيًا، وساترًا ترابيًا واحدًا. وفي 14/12/2015 أمر نتنياهو بوضع حواجز أسمنتية في مئات محطات الحافلات في القدس المحتلة بعد ساعات من عملية دهس أدت إلى إصابة( 14) مستوطنًا.
15- حجز جثامين شهداء الانتفاضة لأيام وشهور من أجل المقايضة كأسلوب لخنق الانتفاضة من الجانب الديني، كون هذا يؤلم ذوي الشهداء، ويأجج مشعارهم الدينية والعاطفية،وشرط دفن جثامينهم ليلاً وخارج الجدار العنصري ، وعدم التشريح ، وإيداع مبلغ مالي للالتزام بكافة الشروط ، حيث بلغ عددهم منذ بداية الإنتفاضة أول أـكتوبر 2015م، حتى 8/1/2016م(15) شهيداً ، (11) شهيداً في القدس المحتلة ، و(4) شهداء من مدينة الخليل.
 وارتفع العدد إلى (17) شهيداً ، حتى 18/3/2016م ، منهم(13) شهيداً في مدينة القدس وضواحيها، وشهيدين من مدينة بيت لحم ، وآخرين من سلفيت وقلقيلية.( http://www.qudspress.com.9-5-2016) ، كما تزايد العدد ليصبح(49) جثامين. (9-5-2016. http://kofiapress.net).
16- نشر القوات الخاصة(المستعربين الصهاينة)([8]) بين شباب الانتفاضة من أجل التعرف عليهم وإعتقالهم مباشرة. وخاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن(18) عاماً ، والإعتداء عليهم. وقد بلغ عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم بواسطة المستعربين منذ بداية الإنتفاضة حتى نهاية عام 2015م نحو(35) طفلاً اعتقالا ميدانياً ، جميعهم ممن تقل أعمارهم عن(18)عاماً من حي واد الجوز ، ورأس العمود وبلدة صور باهر ، وجبل المكبر وسلوان. ومجرد الاعتقال يتم الإعتداء على الأطفال بالضرب الشديد والمتواصل خاصة على منطقة الرأس لإفقادهم الوعي لإمكانية السيطرة عليهم ،الأمر الذي يجعل هؤلاء الأطفال يتأثرون نفسياً وجسدياً، وأبرز هؤلاء الأطفال الطفل الأسير أدهم عبيدات من بلدة جبل المكبر، حيث تمّ التنكيل به أثناء اعتقاله وأصبح يعاني من هبوط في عضلة القلب نتيجة الضرب المبرح، ما استدعى نقله للمشفى، والآن هو قيد الحبس المنزلي. www.palinfo.com-7-5-2016)).
17- مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني.حيث دأب الاحتلال الصهيوني على نهب وسلب وابتلاع الأراضي الفلسطينية، التي تعتبر إحد المخططات الصهيونية لإجهاض انتفاضة القدس ، بالإضافة إلى الإعلان عن مشاريع الوحدات السكنية الإستيطانية، كما تستخدم كافة الأساليب العدوانية لتنفيذ مخططاتها بهذا الاتجاه ، كوضع الإخطارات المتعلقة بمضادرة الأراضي الواقعة خلف الجدار على أغصان الأشجار وعلى الصخور في أراضيهم التي لا يصلون إليها، وغالباً تعطي قوات الاحتلال أصحاب الأراضي مدة (40) يوماً للاعتراض على قرارات المصادرة ،وغالباً ما تنقضي المدة قبل علمهم بتلك القرارات، كما حدث في غرب سلفيت.(7-5-2016م http://safa.ps/)
    وتعليقاً على مصادرة الأراضي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر الأمين العام للأمم المتحدة،" بان كي مون"، بياناً شجب فيه مصادرة الأراضي في أكبر عملية مصادرة في الضفة الغربية منذ آب 2014م. وقال: إنَّ «الأنشطة الاستيطانيّة تنتهك القانون الدولي وتتعارض مع التصريحات الرسمية لحكومة إسرائيل التي تدعم حل الدولتين».كما عارضت الولايات المتحدة بشدّة أيّ خطوة تصعّد توسيع الاستيطان.
  وكما قال وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، «نحن نعتقد أنَّ هذا لا يتوافق على الإطلاق مع حل الدولتين ويدعو صراحة للتشكيك في مدى التزام الحكومة الإسرائيلية بحلّ الدولتين».(7-5-2016مhttp://www.shahidpalestine.org)
   لا زالت تصر أحزاب اليمين وعلى رأسها حزب البيت اليهودي برئاسة "بنت" على ضرورة الاستمرار بالمخططات الاستيطانية خاصة في منطقتي القدس والخليل، وكذلك ضرورة الاستمرار في مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، في حين بدأ حزب الليكود والذي يترأسه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أكثر تخبطا في آرائه.
18- محاولات دولة الكيان الصهيوني إشراك الدول العربية ذات التأثير أو الثقل السياسي في المنطقة  لإجهاض انتفاضة القدس، حيث اعتبر "هرتسوغ"  زعيم المعارضة، أثناء لقاءاته المتكررة مع العديد من الأطراف المحلية والدولية، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن الحل يكمن في إدخال الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر والأردن في أي تسوية سياسية من أجل الوصول إلى حل سياسي والانفصال عن الفلسطينيين ضمن حل يحفظ حدود دولة "إسرائيل" ويبعدها عن غول الدولة ثنائية القومية، كما لم يتوانى "هرتسوغ" عن اتهام نتنياهو بفشل إدارة ملف الانتفاضة الحالية، مظهراً أنه لو كان بمكانه لاستطاع إيقاف الانتفاضة الفلسطينية.
    ولعل من أكثر الملفات لدى نتنياهو ما أحدثته حكومته منذ تولي ليبرمان وزارة الخارجية، بناء علاقة متينة مع بعض الأنطمة العربية، وصلت حد من التعاون الأمني غير المسبقوق، هذا الحال، سيثقل على الحالة المقاومة، كما يتطلب في ذات الوقت تفكيرا مهما في شكل التحرك خلال المرحلة القادمة .( http://pnn.ps-8-5-2016)
19- استخدام لغة قانونية في التعاطي مع حالات الإعدام(القانون الإسرائيلي الخاص)، عبر متغيرات تحييد تقديم العلاج، الذي يشكل خطر على حياتهم، وإطلاق نار على المناطق السفلية من الجسد” ، وعلى من يحاول تقديم العون لهم. وذلك للتهرب من المسألة القانونية على المستوى المحلي والدولي.
  وعلى الرّغم من كل المخططات التي تحمل العديد من الإجراءات التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي من أجل السيطرة على التحركات الفلسطينية الأخيرة ، والحيلولة دون استمرار انتفاضة القدس ، إلا أنّ العمليات الفردية النوعية لم تتوقف بعد، ففي كل يوم هناك عملية جريئة ضد الاحتلال تجسد تخطّي لكل الإجراءات الأمنية واختراقها ، والتي يجند لها الاحتلال كل طاقاته المادية والأستخبارتية. كما أن هذه الانتفاضة أججت وزادت لدي الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني من تحويل مسار الإنتفاضة لأن تكون مسلحة .
20- التسهيلات عبر المعابر والحواجز وانسحاب الجيش والشرطة من بعض المناطق وغيرها،- تقدر مساحتها بـ(40) ألف دونم- حيث يحاول الاحتلال الإسرائيلي من خلال ذلك إخماد شرارة الانتفاضة الملتهبة منذ ثمان شهور. حيث نشرت صحيفة معاريف " الإنسحاب من المناطق خطط سرية أم جس نبض " والتي سخرت في مقالها من حديث نتنياهو " لن يكون هناك نقل مناطق للفلسطينين حتى لو لمتر واحد.(المركز الفلسطيني للإعلام – 14-5-2016م).
21- سعي الكيان الصهيوني الدائم إلى تجفيف المنابع ، من خلال تجفيف الأرض التي ينمو فيها شباب الانتفاضة - الذي وصفها بمنابع التطرف والعنف والأرهاب- . وهذا ما قدمه الخبير "الإسرائيلي" في معهد "هرتسيليا" البروفيسور "بوعاز غانور" حيث كتب دراسة تحليلية للأحداث تحت عنوان "حصاد انتفاضة الأفراد" حاول من خلالها تشريح الأحداث للوصول إلى الحلول المناسبة لإجهاض الإنتفاضة.
 بالإضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي قدمتها دولة الكيان الصهيوني للإسرائيليين لحمل السلاح خاصة في مناطق التماس ، وفي مقابل فرض القيود المشددة على حركة وعمل الفلسطينين، وتفعيل دور الحرس المدني كما كان في السبعينيات، كما ذكر " غانور".( المركز الفلسطيني للإعلام- 14-5-2016م).
   وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ما بين( 10 و12 ) كانون أول/ديسمبر 2015م ونشرت نتائجه في 14/12/2015م، أنّ ثلثي الفلسطينيين يؤيّدون تحويل الانتفاضة إلى انتفاضة مسلّحة، وبيّن الاستطلاع أنّ( 66% ) من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أنّ تطوّر المواجهات الراهنة إلى انتفاضة مسلحة سيسهم في تحقيق الحقوق الفلسطينية التي فشلت المفاوضات في تحقيقها. كما أنّ(67%) أبدوا اعتقادهم بأن دولة الاحتلال غير ملتزمة باتّفاقية أوسلو وأنّ عباس غير جاد في التخلّي عنها. (مؤسسة القدس الدولية، غزة ،2015م).
سادساً : إنعاكسات انتفاضة القدس على الكيان الصهيوني :
  لم يتمكن العدو من السيطرة على هذه الانتفاضة على وفق مخططاته ، كما أن كافة التوقعات بإنهاء الانتفاضة والسيطرة عليها أيام معدودة باءت بالفشل الذريع ولم تؤتِ ثمارها؛ فيما واصلت انتفاضة القدس مسيرتها وسط التحديات الجسام وتخطت اليوم الثمان شهور، وقدم أهلنا المرابطون في القدس والضفة المحتلة والداخل الفلسطيني وغزة التضحيات الكبيرة حتى وصل عدد شهداء الانتفاضة نحو (209 ) شهيداً خلال ستة شهور(8-5-2016م http://shms.ps/ar-) ، وكان لهذه الإنتفاضة انعكاسات شديدة الخطورة على الكيان الصهيوني اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً ، تمثلت فيمايلي:
1- هشاشة ائتلاف حكومة نتنياهو: حيث أظهرت انتفاضة القدس الخلافات "الإسرائيلية" الداخلية سواء على مستوى الائتلاف أو المعارضة "الإسرائيلية". وظهرت "إسرائيل" حكومة ومعارضة كمن تعمل ضمن تكتيك قصير المدى، في ظل فقدان رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل، وهذا يظهر في العديد من القضايا التي تحتاج بالفعل إلى قيادة صاحبة قرار أو لديها قدرة على اتخاذ قرارات مصيرية، وهذا ما تفتقده "إسرائيل" في الفترة الحالية. فعلى سبيل المثال يسعي " نتنياهو بكل ماأوتي من قوة إيقاف إنتفاضة القدس ، وبكل الوسائل ، بينما حزب " شاس" بزعامة "درعي" ، و" كلنا إسرائيل" بزعامة " كحلون " تكاد تكون أهتمامهم بالملفات الأمنية شبه معدومة، حيث تركا الأمر بأكمله لليكود وحزب البيت اليهودي، وبقي تركيزهما حول الملفات الاجتماعية والاقتصادية.  (www.palinfo.com-8-5-2016م)
2- أربكت انتفاضة القدس منذ انطلاقها في شهر أكتوبر من العام الماضي حسابات العدو الصهيوني، بل إن الكيان راهن على إنهائها والسيطرة عليها بعد أيام، وهذا لم يحدث حسب استمراية الانتفاضة إلى يومنتا هذا.
3- قد استطاع شباب الانتفاضة توجيه الضربات الموجعة للعدو الصهيوني ، وبإصرارهم جعلوها مختلفة عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى(1987م- 1993م) التي تولت قيادتها القيادة الوطنية الموحدة- من جميع السكان -، والثانية(انتفاضة الأقصى)(2000م - 2005م) ، فقد تولت قيادتها بداية السلطة الفلسطينية ولاحقاً أخذ كل فصيل يعمل منفرداً – مشاركة جماهيرية مقلصة واتخذت الطابع العسكري-، والثالثة(انتفاضة القدس) (أكتوبر 2015م)، وإلى حتى الآن،فلا يوجد إطار منتظم للقيادة، وتتميز بالأعمال الفردية دون تنظيم،- على الطلاب والشبان الصغار- الذين قال القادة الصهاينة عنهم  أن الكبار يموتون ،والصغار ينسون-  في المسميات والفترة الزمنية لها وطبيعة المشاركة فيها، وأسبابها، فالأخيرة جاءت في عقاب المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.(-8-5-2016م. http://www.alquds.com/)
3- قد استطاعت هذه الانتفاضة أن تفرض معادلة جديدة على الأرض و معادلة جديدة في مقاومة الاحتلال، ولقد أوقفت هذه الانتفاضة مخططات الصهاينة لتهويد القدس والمسجد الأقصى وأوقفت مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ومخططات بناء القدس الكبرى.
4- حققت  انتفاضة القدس قلقاً كبيراً وسط المجتمع (الإسرائيلي) في ظل انعدام الأمن داخل الكيان وتحقيق عمليات المقاومة الفردية أهدافها، كما أظهرت آخر الاستطلاعات الإسرائيلية أن الانتفاضة سببت الخوف والذعر لنحو (80 % ) من (الإسرائيليين) الذين أصبحوا يعانون حالة من هستيريا الخوف بسبب الانتفاضة . مما يشير بشكل واضح إلى تدني مستوى الأمن على الصعيد الشخصي في الأراضي المحتلة. وأن إسرائيل أصبحت كالمريض الذي يعاني من نقص المناعة المكتسبة ، على حد قول البروفسور" غانور ".(المركز الفلسطيني للإعلام -14-5-2016).
   وكذلك عجز القيادة الإسرائيلية عن القيام بقرارٍ حازم يجهض الإنتفاضة ،وهذا ما جاء على لسان رئيس الوزراء نتنياهو  قائلاً: إنه لا يوجد علاج سريع لموجة الهجمات الفلسطينية الفردية التي تعرضت لها إسرائيل في الأيام الأخيرة، وأنه سيتخذ "خطوات قوية ضد من يحرضون على العنف". لا نجني نتائج فورية مثل السحر لكننا بعزم ممنهج سنثبت أن الإرهاب لا يفيد وسنهزمه". على الرغم من قوله أيضاً: أن إسرائيل تحارب الانتفاضة بوسائل لم يسبق لها مثيل.(مصدر سابق).
    ذكرت القناة العاشرة العبرية نقلا عن "يعلون" "إذا ما اشتدت حالة الإرهاب، فإننا سندفع ثمناً باهظاً، ودعا كل من يحمل سلاح من الإسرائيليين إلى إخراجه معه حيثما ذهب".
    وتسيبي ليفني قالت : "دعوات حمل السلاح تعني أن حكومة نتنياهو فقدت السيطرة على الأوضاع الأمنية وهذه الدعوات من شأنها أن تؤدي إلى فوضى عارمة".
   الخوف يسود أوساط الطلاب اليهود في القدس المحتلة، كما تكشف صحيفة "معاريف"، والتي قالت "إن الطلاب يبدون خوفا من الذهاب إلى المدارس، بزعم أن الطريق مليئة بالعرب"، ونقلت نفس الصحيفة على لسان مستوطن قوله "أصبح من المرعب العيش في مدينة القدس"(-8-5-2016م.ttps://www.palinfo.com)
5- تراجع ثقة الجمهور الصهيوني في حكومته بسبب فشلها الذريع في السيطرة على الانتفاضة وإنهائها، وقد كان لانتفاضة القدس بحسب المراقبون انعكاسات على الوضع الاقتصادي في الكيان خاصة أن أصحاب الدخل المتوسط الذين خسروا نحو( 70% ) من دخلهم، وهناك تراجعاً طرأ على السياحة الداخلية داخل الكيان، كما أن الانتفاضة كلفت ميزانية الكيان مبالغ طائلة، أثر ذلك على برامج الحكومة الصهيونية الأخرى خاصة في المجال الاجتماعي. (7-5-2016مhttp://www.km-pal.ps).
6- مفاجئة الكيان الصهيوني بعمليات أضخم مما كان يتوقع كعمليات تفجير الحافلات، وإطلاق الرصاص ،والدهس.
7- قتل وإصابة العديد من الإسرائيليين ، حيث أدلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بأن( 133) عملية نفذها شبان فلسطينيون وقعت منذ بداية انتفاضة القدس، بداية أكتوبر الحالي حتى 5/3/2016م، أدت لمقتل (33 ) إسرائيليا بين جنود ومستوطنين، وجرح( 311 )آخرين. وأضافت الصحيفة أن (95) إصابة بالذعر جاءت نتيجة هذه العمليات التي توزعت بين عمليات طعن ودهس وإطلاق نار.
8- تكليف دولة الاحتلال نفقات باهضة ، بسبب الدفع والحشد بين الحين والآخر بقوات جديدة من الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمناطق الضفة الغربية على ضوء استمرار الانتفاضة الفلسطينية ، حتى بلغت نحو(10)كتائب حتى نهاية ديسمبر 2015م.
  وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء الأحد، أنه سيتم تجنيد كتيبتي احتياط بداية العام المقبل 2016م للعمل بالضفة وذلك بالإضافة لكتيبتي مشاة من القوات النظامية. http://alquds-online.org) ) .
   واعتبرت القناة العاشرة في التلفزيون العبري، أن عمليات المقاومة الفلسطينية التي تشهدها القدس والضفة الغربية المحتلتين والقدس منذ تفجّر الانتفاضة مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي، باتت "أكثر دقة وإيلاماً".(مصدر سابق).
9- التخبط "الاسرائيلي" من جانب، وكذلك عمق الخلافات "الإسرائيلية" الداخلية سواء على مستوى الائتلاف أو المعارضة "الإسرائيلية" من جانب آخر. حيث  ظهرت "إسرائيل" حكومة ومعارضة كمن تعمل ضمن تكتيك قصير المدى، في ظل فقدان رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل، وهذا ظهر في العديد من القضايا التي تحتاج بالفعل إلى قيادة صاحبة قرار أو لديها قدرة على اتخاذ قرارات مصيرية، وهذا ما تفتقده "إسرائيل" في الفترة الحالية.
   ولا زالت تفتقد الحكومة "الإسرائيلية" القدرة على علاجها أو التعامل مع انتفاضة القدس، ولم تقدم لها المعارضة كذلك حلولا ناجعة ، حيث لا زالت هذه "الموجة" وفق التسمية "الإسرائيلية" تدفع كافة الأطر والأحزاب والشخصيات لتقديم الحلول المختلفة .
   ويسعى نتنياهو بكل ما أوتي من قوة إيقاف الانتفاضة وقد استخدم كافة الوسائل سواء على مستوى العقاب الجماعي أو حظر الحركة الإسلامية أو أبعد من ذلك من خلال استمرار المحاولات الدبلوماسية، ومحاولة تقديم حسن نوايا باتجاه السلطة شرط سعيها الجاد في إيقاف الانتفاضة.
   من جانبه أظهر حزب "يوجد مستقبل" بزعامة "يائير لبيد" ، وهو الحزب المعارض الثاني من حيث القوة، أن "بنيامين نتنياهو" لم يحسن إدارة الملف، وأنه يتهرب من قول الحقيقة للمجتمع "الإسرائيلي" وقد عبر عن ذلك لبيد بقوله، القيادة ليست بإسماع الشعب ما يريد سماعه، بل بقول الحقيقة للشعب.
   أما "افيجدور ليبرمان " زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، فقد كان الأكثر هجوما، معتبرا أن نتنياهو يدير ملف المواجهة- انتفاضة القدس- بشكل كارثي، وأن الحل يكمن في مواجهة بؤر ومصادر "الإرهاب"، مطالبا بالعودة إلى سياسة الاغتيالات المركزة، في ظل اتهامه أن مصدر "الإرهاب" في غزة، وفق تعبيره قد عاد إلى سياسة حفر الأنفاق وتطوير صواريخ بعيدة المدى.
10- تراجع تأثير "الشاباك" ، يعتبر مركز القدس أن ملف حظر الحركة الإسلامية أظهر مدى تخبط الحكومة في "دولة" تدعي الديمقراطية وتحظر حركة مرخصة دون أي إدانات تذكر، وتحرم جزء من "مواطنيها" حق التعبير عن رأيهم في مخالفة واضحة لقوانين اللعبة الديمقراطية.
   ويتابع المركز بأن القرار أثبت مرة أخرى مدى تراجع تأثير الأمن "الإسرائيلي" في القرارات السياسية، حيث كان واضحا رفض قيادات وازنة من "الشاباك" حظر الحركة الإسلامية لما في ذلك من تداعيات قد تمس الأمن "الإسرائيلي"، في ظل أن الحركة لم تمارس أي دورا "إرهابيا" من وجهة نظرهم، وأن حظرها يجلب ضررا أكبر بكثير من الإبقاء عليها، في ظل أن عدد لا بأس به من فلسطينيي الداخل مؤمن بفكر الحركة، فضلا عن التفاف فلسطينيي الداخل ككل حول ضرورة التماسك في وجه الصلف "الإسرائيلي".
11 - إفشال تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي من فرض سياسة التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى ومنع وزراء وأعضاء الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" من دخول المسجد الأقصى من أجل تهدئة الوضع.
12- وقف تنفيذ إستراتيجية الجناح اليميني المتطرف القائمة على أساس إدارة النزاع دون تقديم "تنازلات" وزيادة الضغط على رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" لإستئناف مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية.
13- تنامي خشية القيادات الأمنية الإسرائيلية من تداعياتها ، حيث أكد عدد من هذه القيادات وفي مقدمتهم رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزير الحرب "موشيه یعلون" ورئیس هیئة الأرکان العامة في الجيش الإسرائيلي "غادي آیزنکوت" على ضرورة تقليص الإجراءات القمعية ضد المنتفضين للحيلولة دون تعاطف قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني مع هؤلاء المنتفضين ومنعهم بالتالي من الإلتحاق بركب الإنتفاضة.
14- اعتقاد الكثير من المسؤولين الإسرائيليين بأن إنتفاضة القدس لا يمكن التنبؤ بخطواتها وطبيعة تحركاتها اللاحقة لأن من ينفذون هذه الخطوات هم عادة من عامّة الفلسطينيين غير  المرتبطين بفصائل المقاومة المعروفة ، ولهذا السبب لا تثق القيادات الأمنية الإسرائيلية بقدرة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في السيطرة على تحركات هذه الإنتفاضة.
15- خشية السياسيين في تل أبيب من إمكانية إنهيار أجهزة السلطة الفلسطينية وإنتهاء التعاون الأمني بين الجانبين، في وقت يعتقد فيه بعض هؤلاء السياسيين بأن السلطة لا زالت تمثل أداة مهمّة لحفظ "أمن" الكيان الإسرائيلي.
16- الخشية من دعم أكثر من(86%) من الفلسطينيين للهجمات المسلحة التي ينفذها المنتفضون، وكذلك دعم أكثر من( 53 %) من الشعب الفلسطيني لإستمرار الكفاح المسلح من أجل إنهاء الإحتلال حسبما بيّنت آخر إستطلاعات الرأي في هذا المجال.
17- تأثر الاقتصاد الإسرائيلي ،فوفقاً لمصادر إسرائيلية بلغ حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع الإقتصادي في داخل كيان الإحتلال أكثر من( 1.3 ) مليار دولار خلال الشهر الأول فقط من الإنتفاضة الفلسطينية الأخيرة، وأكثر هذه الخسائر لحقت بالقطاع السياحي، في حين بلغت الخسائر الإقتصادية في الجوانب الأمنية حوالي مليار دولار طبقاً لنفس المصادر.
   بالإضافة إلى ذلك تسبب تراجع إقبال الفلسطينيين على شراء البضائع الإسرائيلية وكذلك شعور المستوطنين بإنعدام الأمن وعدم خروجهم من منازلهم بإلحاق خسائر إقتصادية ملحوظة بكيان الإحتلال.
   وكانت خبيرة اقتصادية إسرائيلية قد تحدثت عما أصاب اقتصاد كيانها، وما لحق بأسواقه المالية والتجارية بفعل الانتفاضة، حيث قالت": إن الضرر الذي لحق بالسوق الإسرائيلي نتيجة الأحداث، أكبر بكثير مما ألحقته حرب غزة به ".
   والقناة العبرية الثانية لخصت تأثير"انتفاضة السكاكين" على قطاعات الاقتصاد "الإسرائيلي" المختلفة في انخفاض في عدد السياح القادمين إلى البلاد، و بالتالي انخفاض الحجوزات في الفنادق، وانهيار للمصالح الصغيرة واحتمال إغلاقها، وقلة الزائرين للمراكز التجارية الكبيرة، خلو المطاعم من الزبائن، انخفاض بنسبة (100% ) في سوق العمل، بقاء الناس في البيوت وعدم رغبتهم في الخروج إلى الأماكن العامة، وبالتالي الانتشار المكثف للشرطة والجيش في المدن يجعل البلاد كأنها تعيش حالة طوارئ (. http://alray.ps).
وصحيفة "يديعوت" ألقت الضوء على مؤشرات البورصة التي شهدت انخفاضاً حاداً، على إثر موجة العمليات التي ضربت الكيان من خلال المعطيات التالية :
·         مؤشر "تل أبيب" يغلق بانخفاض( 1.13%).
·         مؤشر "تل أبيب" انخفاض( 0.97%).
·         مؤشر البنوك انخفاض ( 2.43%).
·         مؤشر قطاع العقارات انخفض( 1.97% ).(8-5-2016م. www.palinfo.com)
18- القبول بالإنتفاضة الفلسطينية كحقيقة لا يمكن التكتم عليها أو التقليل من شأنها من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهو ما يعني القبول بالمزيد من الخسائر المادية والبشرية في حال إستمرار هذه الإنتفاضة.(-8-5-2016م http://alwaght.com/ar/News)
19- تراجع المشروع الصهيوني ، حيث يؤكد المحللون السياسيون أن انتفاضة القدس سيكون لها تأثير مباشر على كيان الاحتلال من خلال أمرين هامين، أولهما: تراجع الهجرة لإسرائيل والتي تعتبر الشريان المغذي للاحتلال وأحد دعائمه بسبب فقدان الأمن الشخصي ووجود بيئة غير مواتية للهجرة، وثانيهما: أن الانتفاضة تضرب المشروع الصهيوني في عمقه وتقوم بتفكيكه نتيجة تراجع التمدد الاستيطاني نتيجة الأحداث الغير أمنية.
21- تأييد الأسرائيليين للإنسحاب من الأراضي المحتلة ، حيث كشفت الانتفاضة التي تشترك فيها غزة والضفة مع القدس، أن "قرابة ثلثي الإسرائيليين باتوا يؤيدون الانسحاب من الأحياء العربية في مدينة القدس، ويوافقون على قيام دولة فلسطينية، تلتزم أمن إسرائيل، وتلاحق وتعاقب كل من يفكر بالاعتداء عليها وعلى مصالحها، وترتبط مع الحكومة الإسرائيلية باتفاقياتٍ ضابطة".(http://alray.ps).
22- تأثر الساحة الدولية ، حيث أثرت يوميات "انتفاضة القدس" بكل تفاصيلها على الساحة الدولية، وأصبحت صورة المحتل مشوهة ومكشوفة أمام شجاعة وإرادة جيل الانتفاضة الذي يقاوم بشكل غير معهود، حتى بات في أذهان الكثيرين من نشطاء العالم، وحسب ما أورده موقع "روتر" العبري أن اليهود سرقوا فلسطين التاريخية من الفلسطينيين، وتداول هؤلاء النشطاء خارطة في أربعة صور تمثل الفترات التاريخية لتلك السرقة، مما جعل ذلك يسبب قلقاً لحكومة الكيان الصهيوني.(8-5-2016م www.palinfo.com).
سابعاً : النتائج والتوصيات:
يستنتج مما سبق مايلي:
1- إن الإيدلوجية الصهيونية تسعى دائماً أن تبقي الدولة المحتلة والمناطق التي تجاورها وتساندها في حالة قلق وتوتر وحرب دائم لبقاء الكيان الصهيوني واستقرار آمنه، وهذا ما يجعلها في تفوق عسكري دائم حسب فكرهم.
2-    إن السمات العامة والخاصة للصهيونية تتناغم مع الإيدلوجية الصهيونية التي تدعوا إلى التطرف والعنف والسلب والقتل التي وضعت كنواة للحركة الصهيونية منذ نشأتها.
3- إن الدول الغربية هي المدرسة الأولى للحركة الصهيونية ، والتي ساعدت بكل وسائلها على التخلص من اليهود في بلادهم ، فالإمبريالية الغربية أساس للإمبريالية الصهيونية ، والثانية امتداد لها.
4- إن دولة الاحتلال الإسرائيلي وضعت العديد من المخططات من أجل إجهاض انتفاضة القدس .
5- أظهرت قصر نظر الأمن وأجهزته ووهم الدولة الصهيونية ، الأمر الذي أدى إلى الفشل الذريع لدولة الاحتلال الإسرائيلي في إجهاض انتفاضة القدس ، فهي مستمرة لحتى الآن.
6- ظهور الهدوء النسبي المحسوب للمقاومة في انتفاضة القدس، حيث ظهرت عمليات نوعية كأسلوب من أساليب المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، يساوي في تأثيره أضعاف مضاعفة من الأعمال اليومية المعتادة.
7- إنقلاب السحر على الساحر ، حيث تواجه دولة الاحتلال تخبط بين أجهزتها العسكرية والأمنية.
8- تدهور الوضع الاقتصادي الإسرائيلي جراء إنتفاضة القدس ، حيث ظهر ذلك جلياً في تصريحات قادة الكيان الصهيوني والتقارير الصحفية للإعلام الصهيوني.
9- نشاط الهجرة المعاكسة للإسرائيليين ، حيث أصبحوا مهددين في أي لحظة ، ولا يشعرون بالآمان.
10- ما يُميز الانتفاضة الحالية عن سابقاتها انتفاضة الحجارة 1987م، والأقصى 2000م أنها انطلقت من غير قرار ومن دون قيادة سياسية وميدانية للانتفاضة وبعيداً عن أي تدخل حزبي, كما أنها تميزت بطابعها ومقاومتها الشعبية ووحدة المجتمع.
11- تأثير انتفاضة القدس في الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
12- تكثيف إجراءات الخنق والتضييق بحق الفلسطينيين في رسالة تحدٍّ من الاحتلال الإسرائيلي لكل القرارات الدولية ،ظناً منه بأن ذلك يوقف إنتفاضة القدس.
13- أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بابًا من أبواب المقاومة الفلسطينية من خلال إظهار المقاطع التي توثق اعتداءات الجنود الإسرائيليين ضد المدنيين .
14- استخدام لغة قانونية في التعاطي مع حالات الإعدام، عبر المتغيرات، التحييد،وتقديم العلاج الذي  يشكل خطر على الحياة، وإطلاق نار على المناطق السفلية من الجسد”.
15- على الرغم من دخول إنتفاضة القدس شهرها الثامن إلا أن الفصائل لم تتمكن من زيادة حدة الأحداث ولا إمدادها بما تحتاج له من وقود يزيد من لهيبها سوى بعض التوجيه الإعلامي، وذلك لأسباب كثيرة، من أهمها ، عدم نضج الفصائل في الضفة الغربية من حيث القدرة والتنظيم للقيام بهذه الأعمال، وعدم وجود أرضية تنطلق منها العمليات بعد أن أعلنت السلطة أنها لن تقبل أن تنطلق العمليات من أراضيها، أو تتحول الانتفاضة إلى انتفاضة مسلحة ، كما حدث في الانتفاضة الثانية إذ كانت القيادة الفلسطينية راغبة بالتصعيد لإجبار الاحتلال على تنفيذ الاتفاقات الموقعة وتقديم بعض التنازلات أو المكاسب التي قد تكون ذاتية المنفعة أو قد تكون ذات منفعة عامة.
- التوصيات:
  وبناء على ما سبق من نتائج نوصي بمايلي:
1-    نشر الوعي الثقافي للإيدولوجية الصهيونية الاجتماعية ، والدينية والسياسية والعسكرية والاقتصادية من خلال بناء عقلية الإنسان الفلسطيني.
2-    الوعي بعدم التفريق بين الإيدلوجية الإمبريالية الغربية ، والإيدلوجية الصهيونية ، فمها متناغمتان ، فالأولى أساس للثانية ، والثانية إمتداد للأولى ، حتى لايغرر بنا كشعب.
3-    الوقوف على المخططات الصهيونية وتفنيدها ، والتي تهدف إلى ابتلاع الأراضي الفلسطينية بصفة عامة ، وإجهاض انتفاضة القدس بصفة خاصة، والعمل على إيجاد حلول للتصدي لها من خلال القوى الوطنية بكافة إطيافها.
4-    الدعم المعنوي والمادي المستمر لأسر الشهداء من كافة القوى الفلسطينية.
5-    تحديد جهات خاصة تتولى مسؤولة رعاية أسر الشهداء ، بدلاً من تعددها.
6-    نشر الوعي الحقيقي والمستمر لتحميل الكيان الصهيوني عبئاً اقتصادياً متراجعاً من خلال تفعيل دور المقاطعة لمنتجات الإسرائيلية ودعم السلع  الفلسطينية.
7-    فك التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية برام الله ، وبين أجهزة الأمن الإسرائيلي في تقديم المعلومات الأمنية أو تسليم المطلوبين للإسرائيليين.
8-    تفعيل دور الإعلام الفلسطيني من خلال نشر فضائح وجرائم الكيان الصهيوني بعدة لغات عالمية.
9-    دراسة إيدلوجية الإعلام الصهيوني لإمكانية دحض أكاذبية وأدعاءاته الكاذبة لما يدور في الساحة الفلسطينية المحتلة.
10- تكثيف وتنويع الفعاليات الداعية والداعمة لتعزيز استمرارية انتفاضة القدس حتى تحقق أهدافها.(إفشال المخططات الصهيونية).
11- أن يكون للفصائل الفلسطينية دور فاعل بشدة لدعم استمرارية الانتفاضة بدلاً من إطلاق التصريحات الإعلامية.
ثامناً : المراجع :
1- الدويك ، موسى القدسي(2004م): المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، وقواعد القانون الدولي المعاصر ، منشأة المعارف ، الإسكندرية.
2- الشرقاوي ،محمد عبد الله (1993م): الكنز المرصود في فضائح التلمود، مكتبة الزهراء،جامعة القاهرة ، ط1.
3- الشقباوي، صالح :(2007م): إيدلولجية الصهيوينة دراسة نقدية ، دنيا الوطن.
4- المسيري،عبد الوهاب محمد (1982م):الأيدلوجية الصهيونية ، دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة ،الكويت.
5- أبو الهيجا ، إبراهيم(2004م): سجلات جدار الفصل العنصري ، مركز" باحث الدراسات"، بيروت ، لبنان.
6- أبوحنا ، حنا (2016م): رحلة الأدب والسياسة والمقاومة ،الدراسات الفلسطينية ،القدس.
7- أبورمضان ، وآخرون (2011م): دليل إسرائيل العام، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، رام الله ،ط1 .
8- أبوعويمر ، مجدي عبد الله (2008م): التطرف والعنف في الفكر اليهودي ، مركز الأعلام العربي ، الجيزة ، مصر، ط1.
9- باكثير، أحمد علي(2010م): شعب الله المختار، دار مصر للطباعة، القاهرة.
10- بيدرو ، برييجر (2012م): الصراع العربي – الإسرائيلي (ترجمة إبراهيم صالح) ،مدار دراسات الوحدة العربية ، بيروت.
11- جبارين ، يوسف(2013م):التخطيط القومي في إسرائيل ،استراتيجيات الإقصاء والهيمنة،المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ، ، مؤسسة الأيام ، رام الله .
12- جرايزيل، سولومون : تاريخ اليهود من المنفى البابلي إلى الوقت الحاضر (1968م-5728).
13- جمال، أمل (2005م):الصحافة والإعلام في إسرائيل،مؤسسة الأيام ، رام الله ، فلسطين .
14- جويلس ، نائلة ، وأبو السعود ، عزام (2010م): أثر سياسة الإغلاق : الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري على القطاعات الاقتصادية في القدس، الغرفة التجارية الصناعية العربية ، القدس.
15- خليفة أحمد ، "الأحزاب السياسية"، في دليل إسرائيل العام.
16- ديورانت،ول : قصة حضارة عصر الإيمان ، ج3،مج4.
17- عويس ، عبد الحليم (2003م): الفكر اليهودي بين تأجيج الصراعات وتدمير الحضارات،مركز الأعلام العربي، الجيزة –الهرم ، مصر.
18- ليون،أبرهام (1942م): الماركسية والمسالة اليهودية، دار الطليعة للطباعة والنشر .
19- محمود ،أمين عبد الله (1984م): مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى ،عالم المعرفة(74)، الكويت.
20- مصطفى ، هويدا عبد الحميد (2010م): الجماعات اليهودية المتطرفة ، والاتجاهات السياسية الدينية في إسرائيل ، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة.
21- منظمة التحرير الفلسطينية( 2014م) : منظمة التحرير الفلسطينية ، الإعلام والقدس ، سلسلة أوراق القدس(12).
22- مؤسسة القدس الدولية (ديسمبر2015م):"انتفاضة القدس" في شهرها الثالث: إطلالة على الخلفيّات والتطوّرات.
-        المواقع الإلكترونية:
http://pulpit.alwatanvoice.com.6-5-2016. 1-
2-5-2016..http://riaaya.org/2-
 www.moqatel.com.2-5-2016.)4-
( http://felesteen.ps/-2-5-2016)7-
                . http://alquds-online.org)/-7-5-2016  8-
ttps://www.google.ps-7-5-2016)) 9-
https://www.palinfo.com.8-5-2016..11-
-7-5-2016. http://www.alqassam.ps- 12
7-5-2016.- http://safa.ps/13-
http://www.palestinetoday.net-7-5-2016./14-
8-5-2016.. http://kofiapress.net16-
5-2016.-8 http://www.shahidpalestine.org./17--
8-5-2016..- http://shms.ps/ar- 18-
9-5-2016.-http://www.km-pal.ps/19-
9-5-2016.. http://alray.ps/20-
.10-5-2016. . http://alwaght.com/ar/News 21-
23- http://www.elmessiri.com-17-5-2016.
24-http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/05/17.
*******




[1] ) رئيس مستعمرة الكاب عام (1896-1890م) بجنوب أفريقيا ، الذي أجبر مواطني النديبل _ ماتابي – على التنازل عن معظم أراضيهم لبريطانيا ، وعيرفت هذه المنطقة فيما بعد باسم " روديسيا " ،رأى رودس أنه يمكن توسيع مناطق نفوذ الإنجليز في جنوب أفريقيا على حساب الهولنديين. أنها نزعة قيادية استعمارية. (https://ar.wikipedia.org30/4/2016م).
[2] ) تطهيرية أو البيوريتانية (بالإنجليزية: Puritanism أو Puritan) هي مذهب مسيحي بروتستانتي يجمع خليطًا من الأفكار الاجتماعية، السياسية، اللاهوتية، والأخلاقية. ظهر هذا المذهب في إنجلترا في عهد الملكة اليزابيث الأولى وازدهر في القرنين السادس والسابع عشر، ونادى بإلغاء اللباس والرتب الكهنوتية.
وتستند تعاليمهم إلى الإيمان بالكتاب المقدس مصدراً وحيداً للعقيدة الدينية من دون الأخذ بأقوال القديسين ورجال الكنيسة، ويقضي بأن من واجب الإنسان أن يكون سلوكه في الحياة مطابقاً لما ورد في الكتاب المقدس، وعليه أن يؤمن بعقيدة القضاء والقدر. ولا يقتصر مذهب التطهرية على أداء العبادة في بعض المناسبات أو في أيام معينة، بل يوجب تطبيق العبادة في الحياة كلها.( https://ar.wikipedia.org)
[3] ) الماشيحانية في الفكر اليهودي تحيل "الماشيحانية" على عقيدة حلوليَّة تستضمر فكرة النيابة عن الله في تنفيذ مهمَّة خاصَّة يوكلها الإله إليه، وهي مهمَّة مقدَّسة بدون شكٍّ، وأصل الكلمة من "الماشيَّح" وهي كلمة عبرية تعني "المسيح المخلص"، ومنها "ماشيحوت"؛ أي: "الماشيحانية" أو الاعتقاد بمجيء "الماشيح" في آخِر الأيام، والكلمة مشتقَّة من الكلمة العبريَّة "مشح"؛ أي: "مسح" بالزيت المقدَّس، وكان اليهود على عادة الشعوب القديمة يمسَحون رأس الملك أو الكاهن بالزيت قبل تنصيبهما علامةً على المكانة الخاصَّة الجديدة، وعلامة على أنَّ الروح الإلهيَّة أصبحت تسري فيهما.(باكثير،2010م: 62) .

[4] ) البيلو: أول حركة استيطانية صهيونية حديثة اتخذت اسمها من الأحرف الأولى للعبارة الدينية «بيت يعقوب لخي فنيلخاه» بمعنى (أيا بيت يعقوب هيا نذهب) (أشعياء 2/5)، وهي صياغة استيطانية فضَّلها أعضاء البيلو على الصيغة التوطينية التي وردت في سفر الخروج 14/15 والتي تحرض أبناء جماعة يسرائيل على الخروج. وقد نشأت الحركة على أيدي بعض الطلبة اليهود من أحباء صهيون في خاركوف الروسية عام 1882 كرد فعل على المذابح الروسية وقتها وعلى قوانين مايو. ولم تقتصر الحركة على الطلبة فقط بل انتشرت في أماكن غير خاركوف حتى بلغ إجمالي أعضائها 525 عضواً. وقد انطلق أعضاء البيلو من الإيمان بأن حضارة أوربا لا مكان فيها لليهود، وأنه لابد من الإحياء القومي اليهودي عن طريق الهجرة إلى فلسطين.( http://www.elmessiri.com)
[5] ) تدعي الحركة الصهيونية، من خلال وسائل الإعلام الضخمة التي تسيطر عليها، أن المؤرخين المراجعين ليسوا إلا حفنة من الأصوليين المسيحيين المعادين للسامية. ولكن الحقيقة هي أن المراجعة التاريخية ليست إيديولوجية أو تياراً مذهبياً أو دينياً. إذ يوجد بين المؤرخين المراجعين مسلمون ومسيحيون وماركسيون وحتى يهود، ويوجد بينهم عرب وأوروبيون وأمريكان. فالمراجعة التاريخية ليست عصبية عرقية أو مذهبية، بل موقف انبثق عن منهج في التحليل تدعمه الأدلة والأساليب العلمية حول قضية تاريخية محددة هي الحرب العالمية وإرهاصاتها، وعلى رأسها ما يسمى بالمحرقة اليهودية.
وقد تعرض المؤرخون المراجعون على اختلاف أصنافهم، بسبب تبنيهم لهذا المنهج في تحليل ما يسمى "المحرقة" أو الهولوكوست، لاضطهاد شديد وعزل اجتماعي وطرد من الوظائف وسجن وغرامات باهظة وعمليات اغتيال.( http://saraibda3.ahlamontada.net/ ) )
[6] ) الدياسبورا: تعني هذه الكلمة في معناها الشامل يهود المنفى أو الشتات، وهي كلمة يونانية تعني التشتت ، وتستخدم للإشارة إلى الأقليات اليهودية في العالم الموجودة في المنافي حسب التصوور اليهودي الصهيوني.( http://www.almaany.com/2/5/2016 www.moqatel.com)
[7] ) ميثيولوجية :علم الأساطير والخرافات المتّصلة بالآلهة وأنصاف الآلهة عند شعب من الشعوب.( http://www.almaany.com/ )
[8] ) حدات المستعربين: هي وحدات تم تشكيلها قبل الاحتلال للبلاد ضمن عصابات "الهاغاناة" و"البلماخ"،ونشِط في الانتفاضة الأولى والثانية والانتفاضة الحالية. هي عدة مجموعات، ولكن أبرزها وحدة "شمشون" التي كانت قد عملت في قطاع غزة ووحدة " الدوفدوفان " التي تعمل في الضفة الغربية، وأهم أهداف هذه الوحدات هي جمع المعلومات واعتقال المطلوبين، وأحيانًا تصفية المطلوبين".وهي الفئة الأشد خطورة؛ كونها قادرة على اختراق الصف الفلسطيني بيسر وسهولة ودون رقيب، حيث يخترقك ويقاتل معك ثم يغدر بك"، وقد وصفهم بـ"الغادرين" لأنهم أكثر العناصر غدرًا، وهم يعملون تحت غطاء الجيش(. www.palinfo.com.7-5-2016)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق