عروبة فلسطين في النصوص التوراتية
إعـــداد
الدكتور / محمد شعت
2016م
|
عروبة فلسطين في النصوص التوراتية
مقدمة :
إن
الباحث في النصوص التوراتية يكتشف مصدر تعاليم وسلوك الجماعة التي ضلت الطريق نحو
الإيمان بالله وعبادته يقيناً ، كما يكتشف
مدى الإنحطاط الفكري لهذه الجماعة المتمثلة في الصهيونية بمجميع مسمايتها
ومكوناتها وتوابعها ، و الذي يتضمن السلوك الغير أخلاقي العاري من الأدب في النصوص
التي فيها يصفون رب العزة وأنبياءه المكرمين الذين أصطفاهم ليكونون مبلغين
للرسالته إلى أقوامهم والأمم جمعاء.
وتكمن أهمية الدراسة في
توفير الأدلة المستخلصة من النصوص التوراتية كمرجعية لهم في إدعاءاتهم ،حيث يدعون
بأحقيتهم في فلسطين بصفة عامة ، والقدس بصفة خاصة . كما توفر الدراسة الأدلة واضحة
لضحد أكاذيبيهم وإدعاءاتهم لتكون مرجيعة للمدافعين عن عروبة فلسطين وعاصمتها
القدس.
أهداف البحث:
1- إظهار الأصول
اليهودية في فلسطين.
2- إبطال
الإدعاءات اليهودية بأنّ لهم حقاً تاريخياً في فلسطين من خلال النصوص التوراتية.
3- تحديد
السكان الأصليين للقدس وبُنَاتِها.
4- إبطال
المزاعم اليهودية بأهمية القدس الدينية عند اليهود من خلال النصوص التوراتية.
منهجية البحث:
اعتمد الباحث المنهج التاريخي الذي يركز على أحداث سبق أن حدثت ومضت عليها
فترة من الزمن، لذلك يستخدم الوصف والسرد في الأحداث المراد دراستها، ويربط
الظاهرة التاريخية التي حدثت باستنتاجات واستنباطات تجعلنا نستفيد من الماضي في
تطوير الحاضر. والوصفي التحليلي الذي يصف الظاهرة المراد دراستها وصفاً دقيقاً ،
ويتتبع أحداثاً حالية وممارسات وفق الأسس العملية.(شعت،2013م:72)، وذلك بجمع المعلومات
من مصادرها ومحاولة تحليلها للوصول إلى النتائج المرجوة.
مصادر البحث:
اعتمد الباحث على المصادر التاريخية المتوفرة بين يديه، واعتمد على الأسفار
التوراتية لسيدنا موسى،والأسفار الأخرى،التي يدعيها اليهود باعتبارها المصدر التاريخي
الأصيل عند اليهود، وعلى بعض أقوال العلماء من المؤرخين والمتخصصين في المجال.
متن البحث:
سأتحدث في هذه الدراسة في ثلاثة
محاور أساسية :الأول عن أصل اليهود ، والثاني الأدلة التوارتية
بعروبة فلسطين ، والمحور الثالث : مكانة القدس عند اليهود في التوراة.
المحور الأول : أصل اليهود :
إسرائيل هو الاسم ثان ليعقوب عليه السلام ، وإليه
ينسب بنو إسرائيل أو الإسرائيليون ، ويعقوب ليس يهودياً والثابت
أن يعقوب عليه السلام لم يكن على دين اليهود لأن التوراة والتي هي شريعة اليهود أنزلت
بعده وإنما هو على دين الحنيفية والتوحيد الخالص
دين إبراهيم عليه السلام وغاية الأمر أن بني إسرائيل انحدروا من
صلبه وهم يفترون عليه وعلى جده عليهما السلام فيجعلونهما من اليهود.(سويدان،2010م:32).
قال تعالى:( ما كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ
كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(آل عمران:67)
يزعم اليهود
أن إبراهيم ( أبراهام) هو اليهودي الأول .. وهذا كذب وافتراء منهم , فلا يلزم من كونهم
أبناء حفيده يعقوب أن يكون إبراهيم أو يعقوب عليهما السلام على دينهم
كما أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم يصل
إلى عدنان لكن لا يلزم منه أن يكون عدنان مسلماً لأن الإسلام كشريعة جاء بعده بكثير
وقد حاجهم الله سبحانه فقال (يا أَهْلَ
الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ
إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:65).
ثم بين كذبهم حين قال تعالى :( ما كَانَ
إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(آل عمران:67).
والمراد بكون إبراهيم مسلماً إسلام الاعتقاد
والإنقياد إلى إسلام شريعة محمد عليهم جميعاً
الصلاة والسلام عليه.
أما
يعقوب فقد ثبت في التاريخ كما في القرآن الكريم أن يعقوب عليه السلام كان يعيش مع
أسرته في البادية (صحراء النقب) جنوب فلسطين قرب سيناء ، وقد ولد أبوه إسحاق وعمه
إسماعيل في فلسطين ، ولكنهما كانا من المهاجرين إليها ولم يكونوا مستوطنين بها ،
ثم إن يعقوب رحل هو وبنوه إلى مصر حينما أصبح ابنه يوسف عزيز مصر (وزير المالية
فيها) ، وهكذا انتهت هجرتهم إلى فلسطين ، فكيف يدعي اليهود حقهم بفلسطين بدعوى
سكنى يعقوب بها فترة من الزمن ، ثم إن أقدم أناس تم التعرف على أثارهم في فلسطين
هم الكنعانيون والأموريون ، وهذان الشعبان هم قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية
شمالاً واستقرت في بلاد الشام بما فيها فلسطين تحديداً قبل ذكر اليهود بقرون عدة ،
وهذا ثابت عند المؤرخين الشرقيين وحتى الغربيين.(سويدان ، مرجع سابق :33).
ومعنى
إسرائيل كما ورد في المصادر العربية هو صفوة الله أو عبد الله أما كمعناها الحرفي عند اليهود فهو الذي يصارع الله ، وأصلها
عندهم(إسرا) يصارع ، و(إيل) بمعنى الإله ، لأنهم يزعمون كما في توراتهم أن يعقوب
صارع الله في وادي الأردن وغلبه تعالي الله عما يقولون علواً كبيراً ،25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ
عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ
مَعَهُ.
26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ
طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ:
«يَعْقُوبُ».
28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا
بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».
29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي
بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.(سفر التكوين،صح:25-29).
- العبرانيون :
العبرانيون كلمة مرادفة لبني
إسرائيل أو اليهود لأن لغتهم تسمى العبرية أو العبرانية ، وسبب التسمية أرجعها قسم
من المؤرخين ينسبها إلى (عابر) أو (عبير) ، وهو الجد الخامس في نسب إبراهيم عليه
الصلاة والسلام ،كما تذكر التوراة. والقسم الآخر يجعلها نسبة إلى إبراهيم نفسه
عليه الصلاة والسلام ،كما تذكره التوارة بإبراهيم العبراني لعبوره نهر الفرات أو
نهر الأردن. وهناك دلالات على المسميات التي تتنقلها الكتب بعد قيام دولة إسرائيل
المزعومة ، وهي:
1- اليهودية : حيث أصبحت هذه علماً على الديانة أي صارت
مصطلحاً دينياً ، فيقال : الديانة اليهودية ، كما أن هناك يهوداً كثر ليسوا
إسرائليين ويحملون الجنسية الإسرائيلية.
2- الإسرائيلية : الإسرائيلية أصبحت علماً على الجنسية ، أي
صارت مصطلحاً سياسياً ، فيقال " دولة إسرائيل ومواطن إسرائيلي ، ولما كان ومازال
في أرض فلسطين أعداد كثيرة من غير اليهود شكل هذا أزمة هوية في الدولة اليهودية
العنصرية المزعومة.
3- العبرانية : فقد أصبحت علماً على الثقافة واللغة لا غير ،
فظهرت مصطلحات اللغة العبرية والأدب العبري والجامعة العبرية.
4- جوشو أو يوشوا : حيث تبدل الياء والجيم أثناء الترجمة إلى
العربية ، وهو يوشع بن نون ، فتى موسى عليهما السلام .(سويدان ، مرجع سابق:36).
-عرق اليهود :
كذب وإفتراء نقاء العرق اليهودي ... إن أكثر
اليهود اليوم ليسوا من نسل يعقوب عليه السلام ، فعلى سبيل المثال لا الحصر يهود
الخزر(الأشكناز) الذين تهودوا في القرن الثامن الميلادي ، وكانوا قبل ذلك وثنيين
والتي تبلغ نسبتهم نحو(92%) من مجموع عدد يهود اليوم ، و(8%) ينحدر أكثرهم من
السكان الوثنيين البدو في أفريقيا وآسيا ، وحوض البحر المتوسط ، وهم (السفارديم
والفلاشا) ، وهؤلاء كلهم ليسوا من نسل يعقوب عليه السلام . كما يذكر التاريخ أن
التبع(تبان أسعد أبو كرب) ملك اليمن الذي تهود قد أكره رعيته على اعتناق الديانة
اليهودية وحرق بالنار من رفض منهم أن يتهود ، وكذلك فعل ذلك ابنه من بعده ، ومن
هنا دخلت اليهودية إلى اليمن ، وهم ليسوا من سلالة سيدنا يعقوب عليه السلام.(سويدان
، مرجع سابق:37).
لذلك فإن اليهود ليسوا
أنقياء العرق ، فالعربي يعرف من سماته الشخصية ، وعندما قلت ذات مرة لشخص صيني ،
جميعكم متشابهون في السمات الخلقية ، فكيف تعرفون بعضكم العبض ، فقال لي ، وأنتم
العرب كذلك جميعكم متشابهون في السمات ، فكيف تعرفون بعضكم البعض ، وهذا يدلل على
نقاء العرق العربي إلى حدٍ كبير. أما اليهودي لا تستيطع تحديد شخصيته إذا ماكان هو
يهودي، فمنهم ماهو أمريكي أو بريطاني أو صيني أو روسي أو فلبيني...إلخ، كل يحمل
سمات خاصة به.....إلخ ، وهذا دليل على عدم نقاء عرقهم كما يزعمون ، أو يريدون أن
يجعلوا دولتهم المزعومة يهودية خالصة.
تذكر بعد المصادر التاريخية أن العبرانيين الذي
هاجموا فلسطين كانوا من الساميين الذين خرجوا من جزيرة العرب بين سنتي ( 1500 و
1200 ق.م) ، حتى أنهم من الناحية الجغرافية جيران العرب الأقربين ، وأنهم من
الناحية الجنسية أقرب الشعوب نسباً للعرب .(العامري،1972م:152)
وإن العبرانيين القدماء
كانوا مزيجاً من مجموعتين ساميتين أحداها قدمت من مصر والصحراء السورية ، والثانية
من الشمال بقيادة إبراهيم عليه السلام ، وقد دخل في هذا المزيج البشري عناصر أخرى
غير سامية من حثيين وحوريين وسواهم.(مرجع سابق)
وتشير التوراة إلى أن أصل
اليهود من " الخلاء " أو" القفر" لما ورد في النص التوراتي
التالي " وَجَدَهُ
فِي أَرْضِ قَفْرٍ، وَفِي خَلاَءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. .... فَأَكَلَ
ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ)(سفر التثنية 32/ 10،و13)
،أو من " البرية " كما ورد في النص التوراتي : "وجدت إسرائيل كعنب في البرية..." (سفرهوشع 9/10) .
ويقول نوث أن اليهود ظاهرة
فريدة بين الأمم التاريخية الأخرى ، وإنه
لا يمكن إطلاق معنى " الأمة " عليهم ، وأنهم يرجعون إلى أصول متنوعة
جداً ، وهو يوحد ما بين " العبرانيين " و" العبيرو"(العامري
،مرجع سابق:126).
وتقول د . كنيون : إن ترادف
كلمات " عبراني " و" عبيرو " و"خبيرو "و"
هبيرو " وتطابقها في المعنى لا يثير أي اعتراض لغوي ، وأن العبيرو في رأي
معظم العلماء لا يمكن الاعتراف بهم كجماعة تنتسب لإلى جنس" عرق" واحد ،
لأننا لا نرى لهم أسماء خاصة تدل عليهم.(مرجع سابق :127)
وإنهم كانوا متجولين وإقامتهم كانت غالباً ما
تكون في بلاد سامية لذلك اقتبسوا التراث السامي ، وإن الإسرائيليين هم أحفاد
جماعات العبيرو التي دخلت فلسطين من شمالي سورية في هذا الوقت، وقت إبراهيم
وجماعته حوالي( 1900 ق.م). وهذا الوصف ينطبق على الوصف الذي يوصف به إبراهيم
كعبراني ، لأنه كان متجولاً وجندياً غنياً ، وتشبه قصة الآباء العبرانيين والمنطقة
التي تجولوا فيها وتنقلوا ما نعرفه عن قصة العبيرو وتنقلاتهم. ومع العبيرو جاءت
إلى فلسطين أجناس مختلفة كالهكسوس والحثيين والحوريين.
ويقول البروف "جون
برايت" إن مصطلح عبيرو مهما كان مصدره لا يرجع في الأصل إلى وحدة عرقية ،
وإنما إلى طبقة في المجتمع. وقد كان اليهود في مصر عبيداً ، و أشارت التوراة إلى
ذلك كما ورد في النص التوراتي التالي : " اذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم
وفي السابعة يخرج حرا مجاناً".(سفر الخروج صح21/2).
"إذا بيع لك أخوك العبراني أو أختك العبرانيَّة وخدمك ست سنين ففي السنة
السابعة تطلقه حرًا من عندك"(سفر
التثنية صح15/12). وعلَّق
"جون نيوتن" الذي كان سابقًا تاجرًا للعبيد قبل تجديده على هذه الآية
في مكتبه لتُذكِّره بالدين الذي كان عليه بصفة خاصة.
ويقول
"بروس " نادر ما يوصف العبيرو بأنهم مستقرون في بيوت لهم ، أنهم يوصفون
كغرباء ، بل غرباء أعداء ، أينما ذكروا.
وتذكر
التوراة أنهم شعباً من أصول متنوعة جداً ، وتشير التسمية بخاصة إلى وضع اجتماعي
وقانوني معين ، واننا نجد التسمية مستخدمة في التوراة بصورة تدل على هذا الوضع ،
أي أنهم ذوو مستوى وضيع وموارد ضئيلة في وسط البلاد المتمدنه في الشرق القديم.
وقالت د. "كنيون" في كتابها " حفريات أريحا " : "
إن وجود عصابات العبيرو أمر مقرر ، ومن أسباب الحيرة في معرفة هويتهم هو أن بعض
المراجع تعتبرهم عبيداً ، وأخرى عصابات سلابة نهابة ، وأخرى مستخدمين لدول كبرى .
فإذا أخذنا اسماءهم وجدنا الغالب فيها سامياً،ولكن العبرة ليست بالأسماء لأنهم هم
الذين جاسوا الديار الشامية واتخذوا لأنفسهم أسماء سامية ، وغيرها من الأسماء غير
سامية ، وأسماء حورية أيضاً. ويعزى ذلك إلى الأضطرابات التي كانت تنشأ في تلك
العصور ، كالتي أثارها انتشار الحوريين ، كانت تسبب نشوء اشخاص كثيرون لا مأوى
لهم. وهذه العصابات تمكنت من فرض سيطرتها على بعض المدن السورية والفلسطينية
(العامري، مرجع سابق :132).
ويقول " أندريه بارو " إن الألواح المكتشفة ترسم صورة لا مجاملة
فيها للعبيرو والبنيامينيين معاً ، وتصف كلا منهما " سراق نهاب" ويؤيد
هذا الوصف ما ورد في التوراة : " بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ
يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ
نَهْبًا». (سفر التكوين صح49/27)
كما ورد أيضا من صفاتهم في النص التوراتي التالي : " 15 وَعُدَّ بَنُو
بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمُدُنِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل
مُخْتَرِطِي السَّيْفِ، مَا عَدَا سُكَّانَ جِبْعَةَ الَّذِينَ عُدُّوا سَبْعَ
مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبِينَ. 16 مِنْ
جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ سَبْعُ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبُونَ عُسْرٌ. كُلُّ هؤُلاَءِ
يَرْمُونَ الْحَجَرَ بِالْمِقْلاَعِ عَلَى الشَّعْرَةِ وَلاَ يُخْطِئُونَ. 17 وَعُدَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، مَا عَدَا بَنْيَامِينَ،
أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ. كُلُّ هؤُلاَءِ رِجَالُ
حَرْبٍ. 18 فَقَامُوا وَصَعِدُوا
إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَسَأَلُوا اللهَ وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «مَنْ يَصْعَدُ مِنَّا
أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا أَوَّلاً»(سفر
القضاة صح20/15-18). كما ورد هذا الوصف أيضاً في سفر الأيام الأول صح12/2-3).
وعندما يراجع المرء جملة المصادر التاريخية
والحفريات الأثرية نجد أن قسماً من العبيرو هؤلاء دخل إلى فلسطين مع إبراهيم سنة
(1900 ق.م) ، وبقي فيها، وقسماً ارتحل إلى مصر مع غزوة الهكسوس(1700 ق.م) ، وقسماً
كبيراً جاء مع موسى سنة (1300 ق.م) ، وجماعة موسى هذه هي التي يمكن اعتبارها أصل
ما أصبح بعدئذ" إسرائيل " . هذا وجماعة يشوع الذين هاجموا أريحا سنة
(1260ق.م) هم أيضاً من العبيرو . ولابد أن نلاحظ أن الإسرائليين تألفوا في الغالب
من العبيرو.
كما أشارت دراسة حديثة إلى جماعات العبيرو في
ألواح عثر عليها في الحفريات التي قامت بها بعثة ألمانية تحت إشراف
الأستاذ"رولف إخمان " في قرية " كامد اللوز" في سهل البقاع
بلبنان ، إذا اكتشفت " ثلاث لوحات من الطين المحروق ، تحمل كتابات بالحرف
المسماري ، كما عثر على جزء من لوحة رابعة ، وبين هذه اللوحات الربع رسالتان هما
من ضمن مراسلات تل العمارنة ، وتشيران إلى قبائل " الحبيرو" ، وهي قبائل
، كان أفرادها من جنسيات مختلفة ، اعتبروا بصورة عامة جنوداً يدفع بهم للحرب
احياناً ، والقيام بثورات ضد أسيادهم والاستيلاء على الحكم في المدن أحياناً
أخرى.(العامري ، مرجع سابق:136).
المحور الثاني : عروبة أرض كنعان - فلسطين – حسب
النصوص التوراتية :
كان
دور اليهود عند مجيئهم إلى أرض الكنعانيين واليبوسيين- فلسطين - القتل والتخريب
والحرق والتدمير للمدن التي يأتون
إليهم بأمر من الرب كما يزعمون ، وأنه هو
الذي كان يدحر أهلها أمام اليهود .
وإن
النصوص التوراتية التي تؤمن بها اليهود ويتناقلونه بينهم اليوم إنما هي نصوص
مختلقة لا علاقة لها بسيدنا موسى عليه السلام ، حيث كتب بعد وفاة موسى عليه السلام
بمئات السنين ، وحرفوا التوراة وكتبوا فيها ما يحبون ، ومحوا منها ما يكرهون، ومحو
اسم محمد صلى الله عليه وسلم منها ، حتى وصل الأمر إلى أن يطتب أحدهم سفراً باسمه
، من مثل " عيزرا " الذي تباهي بعلمه في شريعة موسى ، وقد أثبت الله عز
جلاله ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا
ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )(البقرة:79).أي حرفوا كتاب الله من يهود
بنى إسرائيل، وكتبوا كتابً على ما تآوله من تأولاتهم مخالفاً لما أنزل الله على
نبيه موسى عليه السلام وقد أكد الله أن ما تبقى من التوراة عندما كان داود عليه
السلام فتى : أي حوالي(1004 ق.م) بقية . وذلك في قوله تعالى : (وَقَالَ
لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ
سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ((البقرة:248) ، فهل بقي بعد(3000) سنة من تلك بقية؟
(القدس ،2013م:37)
والكنعانيون عرب لأن موطنهم الأصلي شبه الجزيرة
العربية حيث تكونوا كشعب عن إحدى الهجرات العربية السامية من الجزيرة العربية إلى ساحل
البحر المتوسط في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، ويرجح أنهم قدموا من موطنهم متجهين
إلى بلاد العرب الصخرية في شمال الحجاز، ومنها دخلوا إقليم النقب ليأخذوا طريقهم بمحاذاة
الساحل إلى فلسطين ولبنان وسوريا.
وقد بنى الكنعانيين
حضارة بحرية عظيمة وانتشرت في معظم حوض البحر المتوسط ، وفي أفريقيا وآسيا الصغرى وأسبانيا
، واخترعوا الكتابة وعنهم انتقلت إلى اليونان وإلى بقية شعوب العالم.
أما العبريون أو العابرون الذين استوطنوا في فلسطين
في القرن الثالث عشر الميلادي ، كانوا قبل وصولهم إلى أرض فلسطين مجموعة من العشائر
السامية البدوية المتنقلة حول المدن العراقية الكبرى مثل " أور " في جنوب
العراق ، و" ماري " في وسطه ، و" حران " في شماله ، وقد ذكرت التوراة
هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام من " أور " وعبوره نهر الفرات إلى بادية
الشام ، وتسمية التوراة " إبرام العبراني " وعلى هذا الأساس سميت الجماعات
بالعبرانين.
هكذا انتشر الكنعانيون
في جميع أنحاء سوريا وفلسطين، ويبدو أنه بعد الفتوح الآرامية والإسرائيلية رجعت القبائل
الكنعانية على أعقابها من داخل البلاد إلى شاطئ البحر، وشغلت المنطقة الممتدة من إسكندرونة
إلى عكا، وكانت المدن المنتشرة من حيفا إلى غزة تحت سيادتهم قبل أن تفتحها القبائل
الفلسطينية.
وقد ذكرنا أن اليونانيين
أطلقوا على الكنعانيين اسم الفينيقيين كاسم شامل لسكان السواحل أولا وسكان المناطق
الداخلية أيضا فيما بعد، ولم يعرف الكنعانيون بهذا الاسم بين الساميين، فقد أطلق عليهم
بنو إسرائيل اسم الكنعانيين، وسموا الأرض بأرض كنعان، وكانوا يسمون القبائل الكنعانية
أحيانا بأسماء مدنها أو مناطقها، مثل أهل صور، وأهل صيدا، وأهل الجبيل وأهل أرواد،
وليس هناك ما يدل على وجود هذه المدن ومعها مدينة أورشليم قبل قدوم الكنعانيين إلى
المنطقة بما يعني أن كل هذه المدن ومن بينها أورشليم مدن كنعانية خالصة.(حسن ،مقالة
إلكترونية-25-1-2016 http://www.wata.cc).
وإن ما ورد في نصوصهم التوراتية التي كتبوها
بأيدهم في أكثر من موضع ما هو إلا تأكيداً على عروبة فلسطين وعاصمتها القدس ،
ونذكر من هذه النصوص ما يلي :
1- جاء في سفر
العدد(صح13): 17 فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ،
وَقَالَ لَهُمُ: «اصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلَى الْجَنُوبِ وَاطْلَعُوا إِلَى الْجَبَلِ،
18وَانْظُرُوا الأَرْضَ، مَا هِيَ: وَالشَّعْبَ السَّاكِنَ فِيهَا، أَقَوِيٌّ هُوَ
أَمْ ضَعِيفٌ؟ قَلِيلٌ أَمْ كَثِيرٌ؟ 19وَكَيْفَ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي هُوَ سَاكِنٌ
فِيهَا، أَجَيِّدَةٌ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ الْمُدُنُ الَّتِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا،
أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ؟ 20وَكَيْفَ هِيَ الأَرْضُ، أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلَةٌ؟
أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ لاَ؟ وَتَشَدَّدُوا فَخُذُوا مِنْ ثَمَرِ الأَرْضِ». وَأَمَّا
الأَيَّامُ فَكَانَتْ أَيَّامَ بَاكُورَاتِ الْعِنَبِ.
21فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا
الأَرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ. 22صَعِدُوا إِلَى
الْجَنُوبِ وَأَتَوْا إِلَى حَبْرُونَ. وَكَانَ هُنَاكَ أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ
بَنُو عَنَاق. وَأَمَّا حَبْرُونُ فَبُنِيَتْ قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ بِسَبْعِ سِنِينَ.
23وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ، وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ
وَاحِدٍ مِنَ الْعِنَبِ، وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ، مَعَ شَيْءٍ
مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ. 24فَدُعِيَ ذلِكَ الْمَوْضِعُ «وَادِيَ أَشْكُولَ» بِسَبَبِ
الْعُنْقُودِ الَّذِي قَطَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ هُنَاكَ. 25ثُمَّ رَجَعُوا
مِنْ تَجَسُّسِ الأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
25وَإِذِ الْعَمَالِقَةُ وَالْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ
فِي الْوَادِي، فَانْصَرِفُوا غَدًا وَارْتَحِلُوا إِلَى الْقَفْرِ فِي طَرِيقِ بَحْرِ
سُوفَ».
28غَيْرَ أَنَّ
الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا.
وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ. 29الْعَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي
أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَالْحِثِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ
سَاكِنُونَ فِي الْجَبَلِ، والْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ
وَعَلَى جَانِبِ الأُرْدُنِّ». 30لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ:
«إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا». 31وَأَمَّا الرِّجَالُ
الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ،
لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا». 32فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا،
فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: «الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا
هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ
طِوَالُ الْقَامَةِ. 33وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاق مِنَ
الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».
2- في سفر العدد (صح21): 1وَلَمَّا سَمِعَ الْكَنْعَانِيُّ
مَلِكُ عَرَادَ السَّاكِنُ فِي الْجَنُوبِ أَنَّ إِسْرَائِيلَ جَاءَ فِي طَرِيقِ أَتَارِيمَ،
حَارَبَ إِسْرَائِيلَ وَسَبَى مِنْهُمْ سَبْيًا.
3- في
الإصحاح(32): 30وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَعْبُرُوا مُتَجَرِّدِينَ مَعَكُمْ، يَتَمَلَّكُوا
فِي وَسَطِكُمْ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
4- في الإصحاح(33): 50وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى
فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا قَائِلاً: 51«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ،
52فَتَطْرُدُونَ كُلَّ سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَتَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ،
وَتُبِيدُونَ كُلَّ أَصْنَامِهِمِ الْمَسْبُوكَةِ وَتُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ.
53تَمْلِكُونَ الأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ الأَرْضَ
لِكَيْ تَمْلِكُوهَا، 54وَتَقْتَسِمُونَ الأَرْضَ بِالْقُرْعَةِ حَسَبَ عَشَائِرِكُمْ.
اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُونَ لَهُ نَصِيبَهُ وَالْقَلِيلُ تُقَلِّلُونَ لَهُ نَصِيبَهُ.
حَيْثُ خَرَجَتْ لَهُ الْقُرْعَةُ فَهُنَاكَ يَكُونُ لَهُ. حَسَبَ أَسْبَاطِ آبَائِكُمْ
تَقْتَسِمُونَ. 55وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ
الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ،
وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا. 56فَيَكُونُ
أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ.
5- في الإصحاح(34): 1وَكَلَّمَ الرَّبُّ
مُوسَى قَائِلاً: 2«أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ
إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقَعُ لَكُمْ نَصِيبًا.
أَرْضُ كَنْعَانَ بِتُخُومِهَا.
6- جاء في سفر
يشوع (صح6):22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ:
«ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ
مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا
رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ
عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ
بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ
وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.
عندما أرسل يشوع رجلين إلى عاي فرجعا قائلين أبعثوا
عدد قليل لها من المجاهدين لأن عدد سكانه قليل ، إلا أنهم ضربوا وقتلوا من قبل سكان
عاي ، فوقع يشوع على وجهه ، فقال للرب لماذا هكذا قال له الرب لقد سرقتهم وأختم
الحرام ووضعتم في أمتعتكم ، ثم قال الرب ليشوع إرجع وأفعل في عاي كما فعلت في أريحا
(الحرق والتدمير).
7- جاء في
الإصحاح الثامن "1فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ.
خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ، وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ
دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ، 2فَتَفْعَلُ
بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا
وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِينًا لِلْمَدِينَةِ مِنْ
وَرَائِهَا».
وفعل يشوع ما أمره الرب ونجحت خطته وقتلوا
(12) ألف من أهل عاي ، واسر ملك عاي(بَيْتِ إِيل) (28)وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا
تَلاًّ أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى
الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا
جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا
عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
8- ورد في سفر
يشوع (صح9):1وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ
فِي الْجَبَلِ وَفِي السَّهْلِ وَفِي كُلِّ سَاحِلِ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ إِلَى جِهَةِ
لُبْنَانَ، الْحِثّيُونَ وَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ
وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ، 2اجْتَمَعُوا مَعًا لِمُحَارَبَةِ يَشُوعَ
وَإِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ.
9- جاء في يوشع(صح10):1فَلَمَّا سَمِعَ أَدُونِي
صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ قَدْ أَخَذَ عَايَ وَحَرَّمَهَا. كَمَا
فَعَلَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا فَعَلَ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا، وَأَنَّ سُكَّانَ جِبْعُونَ
قَدْ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَكَانُوا فِي وَسَطِهِمْ، 2خَافَ جِدًّا، لأَنَّ جِبْعُونَ
مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَإِحْدَى الْمُدُنِ الْمَلَكِيَّةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايٍ،
وَكُلُّ رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ. 3فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ
إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ، وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ، وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ،
وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ يَقُولُ: 4«اصْعَدُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي، فَنَضْرِبَ
جِبْعُونَ لأَنَّهَا صَالَحَتْ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». 5فَاجْتَمَعَ مُلُوكُ
الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ: مَلِكُ أُورُشَلِيمَ، وَمَلِكُ حَبْرُونَ، وَمَلِكُ يَرْمُوتَ،
وَمَلِكُ لَخِيشَ، وَمَلِكُ عَجْلُونَ، وَصَعِدُوا هُمْ وَكُلُّ جُيُوشِهِمْ وَنَزَلُوا
عَلَى جِبْعُونَ وَحَارَبُوهَا. 6فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى
الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: «لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ
إِلَيْنَا عَاجِلاً وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ
مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْجَبَلِ». 7فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ
هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ.
10- في سفر يوشع( صح5):10فَحَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ
فِي الْجِلْجَالِ، وَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ
مَسَاءً فِي عَرَبَاتِ أَرِيحَا. 11وَأَكَلُوا مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ فِي الْغَدِ بَعْدَ
الْفِصْحِ فَطِيرًا وَفَرِيكًا فِي نَفْسِ ذلِكَ الْيَوْمِ. 12وَانْقَطَعَ الْمَنُّ
فِي الْغَدِ عِنْدَ أَكْلِهِمْ مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ مَنٌّ. فَأَكَلُوا مِنْ مَحْصُولِ أَرْضِ كَنْعَانَ فِي تِلْكَ
السَّنَةِ.
11- جاء في سفر القضاة(صح1) :1وَكَانَ بَعْدَ
مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «مَنْ مِنَّا
يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ؟» 2فَقَالَ الرَّبُّ:
«يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ». 3فَقَالَ يَهُوذَا
لِشِمْعُونَ أَخِيهِ: «اِصْعَدْ مَعِي فِي قُرْعَتِي لِكَيْ نُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ،
فَأَصْعَدَ أَنَا أَيْضًا مَعَكَ فِي قُرْعَتِكَ». فَذَهَبَ شِمْعُونُ مَعَهُ. 4فَصَعِدَ
يَهُوذَا، وَدَفَعَ الرَّبُّ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ
بِيَدِهِمْ.
12- وَحَارَبَ
بَنُو يَهُوذَا أُورُشَلِيمَ وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَشْعَلُوا
الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 9وَبَعْدَ ذلِكَ نَزَلَ بَنُو يَهُوذَا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ
سُكَّانِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ. 10وَسَارَ يَهُوذَا عَلَى الْكَنْعَانِيِّينَ
السَّاكِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَكَانَ اسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةَ
أَرْبَعَ. وَضَرَبُوا شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ.
13- 21وَبَنُو
بَنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، فَسَكَنَ
الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بَنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
14- 32فَسَكَنَ
الأَشِيرِيُّونَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ
لَمْ يَطْرُدُوهُمْ. 33وَنَفْتَالِي لَمْ يَطْرُدْ سُكَّانَ بَيْتِ شَمْسٍ، وَلاَ
سُكَّانَ بَيْتِ عَنَاةَ، بَلْ سَكَنَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ.
وفي الإصحاح الثالث ،5فَسَكَنَ بَنُو
إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ
وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، 6وَاتَّخَذُوا بَنَاتِهِمْ
لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً، وَأَعْطُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ.
15- وجاء في سفر التثنية (صح1) 7تَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا
وَادْخُلُوا جَبَلَ الأَمُورِيِّينَ وَكُلَّ مَا يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبَةِ وَالْجَبَلِ
وَالسَّهْلِ وَالْجَنُوبِ وَسَاحِلِ الْبَحْرِ، أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّ وَلُبْنَانَ
إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.
16- في سفر الأويين(صح14/34) «مَتَى جِئْتُمْ
إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أُعْطِيكُمْ مُلْكًا، وَجَعَلْتُ ضَرْبَةَ بَرَصٍ
فِي بَيْتٍ فِي أَرْضِ مُلْكِكُمْ.
17- في
الإصحاح (18/3)مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا،
وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا.
18- في
الإصحاح(25/38)أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيُعْطِيَكُمْ
أَرْضَ كَنْعَانَ، فَيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا.
19- جاء في سفر الخروج الإصحاح(3/7 ): "إِنِّي قَدْ
رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ
مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي
الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ،
إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ
وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزَّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ".
20- 17 فَقُلْتُ
أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ
وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، إِلَى
أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً.
21- ورد في سفر
التكوين (صح12/)4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ
لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.
5فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا
الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا
إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 6وَاجْتَازَ أَبْرَامُ
فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ
حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ.
وفي
(صح13/12):أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
22-
جاء في (صح16): 3فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ
جَارِيَتَهَا، مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
23- في الإصحاح(15): 18فِي ذلِكَ الْيَوْمِ
قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ،
مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19الْقِينِيِّينَ
وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ
21وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».
24- في سفر
التكوين (صح10):19وَكَانَتْ تُخُومُ الْكَنْعَانِيِّ مِنْ صَيْدُونَ، حِينَمَا
تَجِيءُ نَحْوَ جَرَارَ إِلَى غَزَّةَ.
- في(صح18):8وَأُعْطِي
لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ
مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ».
- في (صح21): 32فَقَطَعَا مِيثَاقًا
فِي بِئْرِ سَبْعٍ، ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا
إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 33وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ
سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرْمَدِيِّ. 34وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ
فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً.
- في (صح23): 2وَمَاتَتْ سَارَةُ
فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
فَأَتَى إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا.
- في (صح24): 3فَأَسْتَحْلِفَكَ
بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي
مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ.
- في(صح26): 1وَكَانَ فِي الأَرْضِ
جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ
إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ.
- 8 وَحَدَثَ إِذْ
طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ
أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ.
- 14فَكَانَ لَهُ
مَوَاشٍ مِنَ الْغَنَمِ وَمَوَاشٍ مِنَ الْبَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ
الْفِلِسْطِينِيُّونَ.
- 18فَعَادَ إِسْحَاقُ
وَنَبَشَ آبَارَ الْمَاءِ الَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، وَطَمَّهَا
الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ،
- في (صح31):
17فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلاَدَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ، 18وَسَاقَ
كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ الَّذِي كَانَ قَدِ اقْتَنَى: مَوَاشِيَ اقْتِنَائِهِ
الَّتِي اقْتَنَى فِي فَدَّانَ أَرَامَ، لِيَجِيءَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى
أَرْضِ كَنْعَانَ.
- في (صح33): 17وَأَمَّا يَعْقُوبُ
فَارْتَحَلَ إِلَى سُكُّوتَ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتًا، وَصَنَعَ لِمَوَاشِيهِ مِظَلاَّتٍ.
لِذلِكَ دَعَا اسْمَ الْمَكَانِ «سُكُّوتَ». 18ثُمَّ أَتَى يَعْقُوبُ سَالِمًا إِلَى
مَدِينَةِ شَكِيمَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
- في(صح36):5هؤُلاَءِ
بَنُو عِيسُو الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
25- وأغرب مهر في التاريخ، أتعرفون ما هو ما جاء
في سفر صموئيل الأول (صح 18 :25-27 ):" فَقَالَ شَاوُلُ: » فَحَسُنَ الْكَلاَمُ
فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ الْمَلِكَ. وَلَمْ تَكْمُلِ الأَيَّامُ. حَتَّى
قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ
مِئَتَيْ رَجُلٍ, وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ
الْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً.وفي السفر نفسه: (انقلب
داوود على الملك شاءول، وانضم إلى الفلسطينيين فى حربهم ضد شاءول ملك بنى إسرائيل..
لكن الفلسطينيين رفضوا انضمام داوود لجيشهم فى الحرب، فتوسل داوود لملك الفلسطينيين
أخيش، قائلا: ماذا جنيت، وأية علة وجدت فى عبدك داوود، حتى لا أشترك فى محاربة
أعداء سيدى ملك فلسطين؟!).
وباعتراف التوراة أيضا فى سفر صموئيل (انكسر
بنو إسرائيل وهربوا من أمام الفلسطينيين، وقطع الفلسطينيون رأس شاءول - ملك
بنى إسرائيل- وأرسلوها إلى كل جهة فى فلسطين، ليراها الجمهور!!)(/11/10/2015 http://www.elshaab.org/news)
المحور الثالث : مكانة القدس عند اليهود في
التوراة تبطل إدعاءاتهم:
تعتبر القدس من أقدم مدن العالم، إذ يرجع
ترايخ نشأتها إلى(5000)سنة ق.م ، حيث عمرها اليبوسيين الكنعانيون ، وأعطوها اسمها
الأول" يبوس" ، وذلك في سنة (3000 ق.م)،وحملت القدس عبر تاريخها الطويل
العديد من الأسماء ، إلا أنها حافظت على أسمها العربي الكنعاني.
وتعني القدس الطهر والبركة ، وان التقديس هو
التطهير والتبريك ، وتنزيه الله تعالى عما لا يليق بذاته العلية .
وإطلاق بيت المقْدِس وهو اسمُ أول هذه المدينة
المقدّسة ومسجدها الأقصى المبارك هما المكان المطهّر الذي يُتطهر فيه لله سبحانه
وتعالى من الذنوب والخطايا بالعبادة والطاعة.( القدس،2013م:4).
وتمثل القدس ظاهرة حضارية عالمية تنفرد فيها دون سواها من مدن العالم ، فهي
مدينة الرسالات السماوية ، وهي قبلة المسلمين الأولى ، وفيها ثالث الحرمين الشريفين
، وهر معراج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتضم بين جنباتها رفات العديد من
الصحابة وشهداء المسلمين ، كما تحتوي على الأماكن الإسلامية المقدسة ، فتحها
المسلمون بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب في عام (636م) ، لتصبح منذ هذا التاريخ
إسلامية التوجه والإنتماء. وقد حافظ كل الخلفاء والأمراء والسلاطين والولاة
المسلمين على مكانة القدس ، وعمروا فيها وبنوا المساجد والتكايا والمدارس ، لتكون
منارة للعلم والعلماء ، ومن أهم ما شيد على أرضها مسجد قبة الصخرة ، والمسجد
الأقصى في العصر الأموي.(زقوت،2012م: 5).
وانقسم تاريخ القدس إلى عدة عصور تتبع العصور التي
مرت بها فلسطين في تاريخها القديم، و تاريخ القدس جزء لا تجزأ من تاريخ فلسطين وقد
خضعت المدينة لما خضعت له فلسطين من أوضاع سياسية وعسكرية في التاريخ فقد وقعت فلسطين
تحت السيادة الكنعانية العربية (2000-1000ق.م.) ،وتحت السيطرة الإسرائيلية في عصر مملكة
داود وسليمان عليهما السلام، ثم تحت سيادة مملكة يهوذا في جنوب فلسطين بعد انقسام مملكة
سليمان عليه السلام إلى مملكة إسرائيل الشمالية وعاصمتها السامرة ، ومملكة يهوذا الجنوبية
وعاصمتها أورشليم، ثم وقعت المملك الشمالية تحت الغزو الآشوري في( 723ق.م).
وتعرضت أورشليم في تاريخها للحصار الشديد من جانب
"سنحاريب" ملك آشور ضمن محاولته غزو مملكة يهوذا التي بقيت بعد قضاء شلمنصر
الخامس وسرجون على إسرائيل الشمالية، ولم يرفع سنحاريب الحصار عن أورشليم إلا بعد أن
تسلم الجزية من ملك يهوذا، ولم يتم غزو الآشوريون ليهوذا بأكملها، واضطروا إلى الإنسحاب
منها، وفك حصارهم عن أورشليم بسبب التهديدات التي تلقتها دولة آشور في الداخل في العراق
مما اضطرها إلى التخلي عن فتوحاتها والعودة إلى بلاد النهرين لمقاومة المناوئين لحكمها
في الداخل.
وبسقوط دولة آشور عام( 612 ق.م). تولى البابليون
الكلدانيون حكم بلاد النهرين، وبدأو غزواتهم للشرق الأدنى القديم، ووقعت فلسطين من
جديد تحت الغزو البابلي، وأكمل البابليون غزو يهوذا في عصر نبوخذ نصر الذي استولى على
أورشليم عام( 597ق.م).( وفي 586 ق.م ). وعاود نبوخذ نصر غزو أورشليم بنفسه، فاحتلها
وخربها وأحرق الهيكل وسبى أهلها إلى بابل، ووقعت فلسطين بعد ذلك تحت الحكم الفارسي
عام( 538ق.م). وتحت الحكم اليوناني عام( 332ق.م). وتحت الحكم اليهودي المكابي (
167ق.م ـ 134ق.م ). ووقعت تحت الحكم الروماني عم( 63ق.م ). وتم تدمير أورشليم بواسطتهم
عام( 70م) ، واستمر الحكم الروماني الوثني إلى عام( 323م)، وخضعت للإمبراطورية الرومانية
البيزنطية المسيحية عام( 324 م) وتحت حكم قسطنطيني، واستمر الحكم المسيحي إلى الفتح
الإسلامي لفلسطين عام( 638 م ) فيما عدا الفترة من( 614-628 م)، حيث وقعت تحت الحكم
الفارسي، واستمر الحكم الإسلامي من( 638 م) إلى الغزو الصليبي( 1099-1187م ) لتعود
إلى الحكم الإسلامي من( 1187-1229 م ) ثم تسقط من جديد تحت الحكم الصليبي(
1229-1239م )لتعود من جديد تحت الحكم الإسلامي من( 1239 إلى عام 1917م )حين وقعت تحت
الإنتداب البريطاني إلى عام (1948 م )،حيث وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى وقتنا
الحالي .(حسن ، مرجع سابق).
وعلى
الرغم من كل تلك الاعتداءات على مدينة السلام ، إلا أنها صمدت لنوائب الدهر التي
سبق ذكرها ، إلا إنها في كل مرة تعود القدس إلى أهلها، ومهما طال الزمن سيكون مصير
الاحتلال الإسرائيلي كمصير الغزاة
السابقين.
ويتباهى الإسرائيليين بأن للمدينة قدسية خاصة في ديانتهم ، حيث أوردها
قرابة (606) مرات في نصوصهم التوراتية التي حرفوها بما يحبون ، وعلى أنها وردت في
أسفارهم أكثر مما وردت في القرآن الكريم ، الذى قال فيها المولى عز وجل :( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَاۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الإسراء:1).
ولا شك في أن عروبة القدس في التاريخ القديم أمر
مرتبط ارتباطا عضويا بعروبة فلسطين في التاريخ القديم، ومن المعروف أن مدينة القدس
مدينة كنعانية أنشأها اليبوسيون، وهم جماعة من الكنعانيين، ولذلك سميت المدينة باسم
يبوس"قبل أن يتغير اسمها إلى أوروساليم" ، والكنعانيون هم أجداد الفلسطينيين
الذين سكنوا أرض كنعان.(حسن ، مرجع سابق).
وسوف نعرض ما يبطل هذه الإدعاءات ، وهي على
النحو التالي :
1- إن النص التوراتي الذي يؤمن به اليهود
ويتناقلونه بينهم اليوم ، إنما هو نص اختلاقي كتب من قبل حاخامتهم ولا علاقة
لسيدنا موسى به ، لأنه كتب بعد وفاته بمئات السنين ، وتواصلت الإضافات عليه مئات
السنين أيضاً، حتى وصل الأمر بهم أن يكتب أحدهم سفراً باسمه أمثال " عيزرا
" الذي تباهي بعلمه في شريعة موسى. وقد أثبت الله ذلك في القرآن الكريم بقوله
تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)(البقرة : آية 79). وقد أكد الله عز وجل أن
ما تبقى من التوراة عندما كان داود عليه السلام فتى : أي حوالي (1004 ق.م)(بقية) ،
وذلك في قوله تعالى : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ
فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ)(البقرة ،آية 248).
2- لم يرد ذكر القدس في الأسفار الخمسة
المختلفة التي نُسبت لموسى عليه السلام إلا مرة واحدة في سفر التكوين(صح14) :18وَمَلْكِي صَادِقُ،
مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا " وهو في الأصل اسم كنعاني عربي، ويدل
ذلك على عدم وجود مكانة دينية خاصة بالقدس في ديانة موسى ، فجبل الطور في سيناء
يحظى بمكانة مقدسة عند موسى ؛ لن التوراة أنزلت عليه في ذلك المكان ، لقول المولى
عز وجل : (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ
طُوًى)(النازعات ، الآيتان 15-16). بينما لم تذكر القدس بهذه المكانة لليهود.
3- ورود نصوص توراتية دلت على تحقير القدس ،
من مثل ما جاء في سفر الملوك الثاني(صح23/27) :فَقَالَ الرَّبُّ:
«إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ
هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي
قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ».
وفيه ورد
أيضاً :1أَرْسَلَ الْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.2 وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى
بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَه.
4وَأَحْرَقَهَا
خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ
إِيلَ.
5 وَلاَشَى كَهَنَةَ
الأَصْنَامِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ
فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَالَّذِينَ يُوقِدُونَ:
لِلْبَعْلِ، لِلشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ السَّمَاءِ.
6 وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ
مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا
فِي وَادِي قَدْرُونَ.
9إلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ
الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ
بَلْ أَكَلُوا فَطِيرًا بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ.
13وَالْمُرْتَفَعَاتُ الَّتِي
قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ، الَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ الْهَلاَكِ، الَّتِي بَنَاهَا
سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ.
23وَلكِنْ فِي السَّنَةِ
الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا، عُمِلَ هذَا الْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي
أُورُشَلِيمَ.
24 وَكَذلِكَ السَّحَرَةُ
وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ
فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ.
30وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ
مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ.
31كَانَ يَهُوآحَازُ ابْنَ
ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ،33وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ
نَخْوُ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ،
وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ.
4-إن الترجمة التي نشرتها جمعية الكتاب
المقدس في لبنان ذكرت عن سفر الملوك الثاني عن إصلاحات الملك يوشيا : " وهدم
بيوت البغاء المكرس التي في دار الهيكل حيث كانت النساء ينسجن ثيابا لأشيرة
"(سفر الملوك الثاني صح23/7) ، فلو كان للمدينة قدسية لديهم ما كانوا وصفوها
بهذا الوصف المهين.
5- ورد في سفر القضاة بأن القدس
بالنسبة لهم مدينة غريبة لا يقدر الغلام وسيدة أن يبيتا فيها ، حيث جاء في النص :
" وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل ، كان رجل لاوي متغربا
... فَلَمْ يُرِدِ الرَّجُلُ أَنْ يَبِيتَ، بَلْ قَامَ وَذَهَبَ
وَجَاءَ إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ، هِيَ أُورُشَلِيمُ، وَمَعَهُ حِمَارَانِ مَشْدُودَانِ
وَسُرِّيَّتُهُ مَعَهُ.
11 وَفِيمَا هُمْ عِنْدَ يَبُوسَ وَالنَّهَارُ قَدِ انْحَدَرَ
جِدًّا، قَالَ الْغُلاَمُ لِسَيِّدِهِ: «تَعَالَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ
هذِهِ وَنَبِيتُ فِيهَا».
12 فَقَالَ لَهُ
سَيِّدُهُ: «لاَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ غَرِيبَةٍ حَيْثُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ هُنَا. نَعْبُرُ إِلَى جِبْعَةَ». "
13وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «تَعَالَ نَتَقَدَّمُ إِلَى أَحَدِ
الأَمَاكِنِ وَنَبِيتُ فِي جِبْعَةَ أَوْ فِي الرَّامَةِ».
14 فَعَبَرُوا وَذَهَبُوا. وَغَابَتْ لَهُمُ الشَّمْسُ عِنْدَ
جِبْعَةَ الَّتِي لِبَنْيَامِينَ.
15 فَمَالُوا إِلَى
هُنَاكَ لِكَيْ يَدْخُلُوا وَيَبِيتُوا فِي جِبْعَةَ. فَدَخَلَ وَجَلَسَ فِي سَاحَةِ
الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَضُمَّهُمْ أَحَدٌ إِلَى بَيْتِهِ لِلْمَبِيتِ.(سفر القضاة
صح2/10-15)
6- إقرار بني
إسرائيل ببقاء أهل مدينة أورشليم فيها وسكن اليهود معهم ، كما ورد في سفر يشوع في
النص التالي : " وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم،
فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم"(سفر يشوع صح15/63).
7- إقرارهم بأن بين إسرائيل لم يتمنكوا من طرد أهل القدس حسب ما ورد في
سفر القضاة : "وَبَنُو بَنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ
أُورُشَلِيمَ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بَنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ
إِلَى هذَا الْيَوْمِ".(سفر القضاة صح1/21).
8- تأكيد نصوصهم التوراتية بإندماج بني
إسرائيل مع سكان الأرض الكنعانيين واليبوسيين العرب ، حيث ورد " وَفَعَلَ بَنُو
إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَسَارُوا وَرَاءَ
آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ، وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا
الرَّبَّ.وعبدوا البعليم وعشتروت..(سفر القضاة صح 2/11 القضاة) كما أنهم اندمجوا اجتماعياً
مع اليبوسيين العرب " فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين
والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، وأصبح بينهم مصاهرة.(سفر القضاة
صح3/5).
9- ما حدث خلال حكم ملوك يهوذا في عصر
الإنقسام وفي عصر منسي قبل الغزو البابلي ، حيث سفكت الدماء في أورشليم، مما يظهر
ليس للمدينة أي حرمة دينية عند اليهود وهم يرتكبون مثل هذه المجازر، كما ورد في
نصوصهم "1 كَانَ مَنَسَّى ابْنَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ،
وَمَلَكَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَفْصِيبَةُ." 16 وَسَفَكَ أَيْضًا
مَنَسَّى دَمًا بَرِيئًا كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَانِبِ
إِلَى الْجَانِبِ، فَضْلاً عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ
بِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ".(سفر الملوك الثاني 21/1 ، 16).
10- الله الذي جعل مدينة القدس أولى القبلتين ، وصلى سيدنا محمد عليه
الصلاة والسلام ، وعرج منها ، هل يجلب إليها الشر ، حسب إدعاءتهم كما ورد في سفر
الملوك الثاني " لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ:
هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ
بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ)(سفر الملوك الثاني ص21/12).
11- إن ملوك
بنو إسرائيل كانوا يفعلون الأرجاس في المدينة كما ورد في " مِنْ أَجْلِ أَنَّ
مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ
جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضًا يَهُوذَا
يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ"(سفر الملوك الثاني صح21/11).
11- تدلل النصوص
التوراتية على أن ليس للقدس أي أهمية دينية قدسية ،وأنهم افتروا على الله كذباً
يجعلهم مجردين من الأدب والأخلاق تجاه خالقهم المولى عز وجل ، حيث ورد "10وَتَكَلَّمَ
الرَّبُّ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ قَائِلاً:"11 ومِنْ أَجْلِ أَنَّ
مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ
جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضًا يَهُوذَا
يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ، لِذلِكَ هكَذَا قَالَ
الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا
حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ ، 13 وَأَمُدُّ عَلَى أُورُشَلِيمَ
خَيْطَ السَّامِرَةِ وَمِطْمَارَ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ كَمَا يَمْسَحُ
وَاحِدٌ الصَّحْنَ. يَمْسَحُهُ وَيَقْلِبُهُ عَلَى وَجْهِهِ".( سفر الملوك الثاني
(صح21/13).
********
الاستنتاج:
1- إنّ العرب الكنعانيين هم أوّل القبائل قدوماً إلى أرض
فلسطين، وهم سكانها الأصليين، كما أثبتت ذلك الدراسات التاريخية، وكما أثبت ذلك الكتاب
المقدس نفسه.
2- إنّ الكتاب المقدس يعتبر أرض كنعان أرض غربة لأنبياء بني
إسرائيل وأولهم أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
3- إن اليهود عبارة عن جماعات كانت مبعثرة في
القفاري، وإنّ الممالك التي
أقامها اليهود في فلسطين هي ممالك صغيرة الحجم، عمّرت فترة صغيرة من الزمان ثم انتهت.
وأنّ وجود اليهود على أرض فلسطين كان وجوداً متقطعاً، بينما وجود العرب فيها كان وجوداً
متواصلاً منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى الآن.
4- إن النصوص التوراتية التي كتبت بأيدى
اليهود تبطل كل الإدعاءات اليهيودية ، وقد أكد هذه الحقيقة علماء
التاريخ من غير العرب والمسلمين. وإن
كتابهم المقدس لا يصلح أن يكون وثيقة تاريخية موثوقاً منها لما فيه من الخرافات
والأساطير، ولأنّ يد التحريف والتزوير قد طالته، وقد ثبت ذلك من خلال القرأن
الكريم،والحقائق العلمية ،والمكتشفات الأثرية .
5- إن اليهود هم الذين قدموا إلى فلسطين
ضعفاء فقراء يستعطفون الناس.
6- إن اليهود لم يكونوا هواة بناء وتعمير
،وإنما كانوا هواة تخريب وحرق وقتل وتدمير على مر التاريخ.
7- كبرياء اليهود
وطغاينهم جعلهم يعتبرون أنفسهم بأنهم شعب الله المختار وأن باقي الشعوب من الدرجة الثانية
حتى لو عبدوا الله الواحد .
8- إنّ معظم يهود اليوم ليس لهم صلة ولا علاقة بالعبرانيين والإسرائيليين
الذين سكنوا فلسطين قديماً، وليس لهم صلة بالعرق السامي، إنهم من أصول آرية تهّودت
عبر التاريخ. ومنهم من تم خطفهم على شكل
مجموعات صغار السن جداً من دول عربية ليربوهم على وفق هدفهم ، وقد أكّد هذه الحقيقة
العلماء الأوروبيون ودارسوا علم أجناس البشر.
9- إنّ أرض فلسطين
عربية الهوية والتاريخ، ثم أصبحت بالفتح الإسلامي إسلامية الهوية والانتماء، بل إسلاميتها
تمتد إلى الأنبياء والمرسلين الذين سكنوها عبر التاريخ، لأنّ الأنبياء جميعاً مسلمون،
والمسلمون من أهل فلسطين هم من ورثتهم الشرعيين إلى قيام الساعة.
10- كل النصوص التوراتية أثبتت بأن سكان
القدس الأصليين هو اليبوسيين ، وهم بناتها، واليهود غرباء عنها .
11- لم يكن للقدس اي أهمية دينية لليهود كما
يدعون ، وهذا ثابت من خلال نصوصهم التوراتية التي تصف القدس بأنها أرض نجاسات ور
جاسات وبيوت غير أخلاقية وغير ذلك.
12- إن ملوك بنو إسرائيل كانوا يفعلون الأرجاس في المدينة.
13- إن الوضع الديني
لأورشليم خلال حكم ملوك يهوذا
كان وثنيا.
14- لم يوجد أي دليل أثري على مر الأزمنة
يقدمه علماء الآثار على ما يدعيه اليهود على قدسية القدس لهم .
15- لم تذكر القدس في الأسفار التوراتية
لسيدنا موسى إلا مرة واحدة ، وباسم أورشليم ، وهي كلمة عربية كنعانية ، ويتباهوا بأن
ذكرها في الأسفار الآخرى (606) مرة هي إدعاء حديث وباطل لكي يثبتوا إدعاءاتهم ،
حيث كتب في أسفارهم التي كتوبها بأيدهم ، قال تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)(البقرة:79). وبهذا يدعون بأن القرآن لم يذكرها أكثر مما
ذكرتها التوراة.
وبكل ما سبق تسقط المزاعم والادعاءات اليهودية
حول حقّ اليهود التاريخي في فلسطين، وشرعية دولتهم القائمة عبر الغزو والاستعمار، ومن
خلال وسائل الإرهاب والقهر، التي مورست ضد عرب فلسطين. ويبقى الحق التاريخي ثابت لأهلها
العرب الذين سكنوها قبل غيرهم من الأمم والشعوب بآلاف السنين.
التوصيات :
1- ضرورة دراسة النصوص التوراتية الأصلية
التي أنزلت على سيدنا موسى من قبل اختصايين أو مهتمين بهذا الأمر، ومقارنتها
بالنصوص التوراتية الحالية التي يتداولونها اليهود أنفسهم لأثبات إدعاءاتهم
الباطلة.
2- نشر الأبحاث المتعلقة التي يقوم بإعدادها
الباحثون بهذا الخصوص بالوسائل الإعلامية المختلفة ،والتأكد من صحة
ما ورد فيها تحرزاً من الدس والموالاة.
3- إنتقاء المادة التاريخية التي تدرس للطلبة
في جميع مراحلهم الدراسية ، بحيث تكون في أحد مراحلها مركزة حول ضحض الإدعاءات
اليهودية بأحقيتهم بأرض فلسطين بما فيها عاصمتها القدس بكامل حدودها الجغرافية
والديموغرافية.
المصادر والمراجع:
1 - القرأن الكريم.
2-
العامري،محمد أديب(1972م):عروبة فلسطين ، المكتبة العصرية ، بيروت.
|
||
3- القدس ، (2013م) ، وزارة التربية والتعليم ، غزة ،ط1.
|
||
4- حسن ،محمد خليفة ،رؤية القدس في التاريخ القديم(http://www.wata.cc).
|
||
5- زقوت، ناهض،(2012م): حائط البراق بين الحق الإسلامي ،
والإدعاء اليهودي ، مؤسسة القدس الدولية، فلسطين ،ط1.
|
||
6- سفر الملوك،صح 23/27.
|
||
7- سفر الأويين.
|
||
8- سفر الأيام الأول،صح 12/2-3.
|
||
9- سفر التثنية، صح 15/12.
|
||
10- سفر التكوين،صح :25-29.
|
||
11- سفر الخروج،صح 21/2.
|
||
12- سفر العدد،صح 13/17.
|
||
13- سفر القضاة،صح1/1.
|
||
14- سفر الملوك الثاني،صح 23/10.
|
||
15- سفر هوشع،9/10.
|
||
16- سفر يشوع ،صح 10/1.
|
||
17- سويدان،طارق (2010م): اليهود الموسوعة المصورة ،الإبداع
الفكري ، ص3.
|
||
18- شعت ، محمد سليمان،(2012م): مناهج البحث العلمي ، غزة ، ط1.
|
||
******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق